يشكل “الدرع الصاروخي” مكونا أساسيا في أنظمة الدفاع الاستراتيجي للدول الكبرى، وخصوصا في ظل تصاعد التهديدات النووية والصاروخية العابرة للقارات، وتعد هذه الأنظمة المتقدمة الوسيلة الأولى لاعتراض الصواريخ الباليستية والهجمات الجوية طويلة المدى، مما يجعلها ركيزة للأمن القومي والردع الدفاعي.
ما هو الدرع الصاروخي؟
الدرع الصاروخي هو منظومة دفاعية متكاملة تهدف إلى كشف الصواريخ المعادية في المراحل الأولى من الإطلاق، وتتبع مسارها بدقة باستخدام الرادارات والأقمار الصناعية، ومن ثم اعتراضها باستخدام صواريخ موجهة قبل وصولها إلى أهدافها.
ويتكون الدرع الصاروخي عادة من ثلاث طبقات دفاعية:
1. الطبقة العليا: اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي (مثل THAAD، SM-3).
2. الطبقة المتوسطة: اعتراض في الجو باستخدام أنظمة مثل Aegis.
3. الطبقة القريبة: للدفاع عن المنشآت الحيوية عبر أنظمة مثل باتريوت وIron Dome.
الدول الرائدة في بناء أنظمة الدرع الصاروخي
الدول الرائدة في بناء أنظمة الدرع الصاروخي
ومن أهم الدول المتقدمة في صناعة وبناء وتشغيل الدرع الصاروخي:
1- الولايات المتحدة فهي تقود العالم في أنظمة الدرع الصاروخي، عبر شبكة عالمية تشمل قواعد في أوروبا وآسيا باستخدام أنظمة مثل:
• THAAD (Terminal High Altitude Area Defense)
• Patriot PAC-3
• Aegis Ballistic Missile Defense
2- روسيا حيث تعتمد على نظام S-400 وS-500 Prometey لاعتراض الأهداف الباليستية والطائرات الشبحية.
3- إسرائيل فقد قامت بتطوير شبكة متكاملة تشمل:
• القبة الحديدية (Iron Dome)
• مقلاع داوود (David’s Sling)
• سهم 2 وسهم 3 (Arrow 2, 3) للتصدي للصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
4- الصين والهند حيث تعملان على تطوير أنظمة دفاعية وطنية متعددة الطبقات لمواجهة التهديدات الإقليمية.
التهديدات والتحديات التي يواجهها الدرع الصاروخي
فمع تطور تقنيات الصواريخ الحديثة تواجه أنظمة الدرع الصاروخي تحديات متزايدة مثل الصواريخ الفرط صوتية فسرعتها العالية وقدرتها على المناورة تجعل اعتراضها بالغ الصعوبة، الصواريخ المزودة برؤوس MIRV، فهي تحمل رؤوسا نووية متعددة تطلق في آن واحد منا يؤدي إلى ارباك الدفاعات بالإضافة إلى الحرب الإلكترونية وتشمل محاولات التشويش على أنظمة الرصد والتوجيه.
وتسعى الدول المتقدمة إلى تعزيز الدرع الصاروخي بأحدث التقنيات الدفاعية مثل الاعتراض بالليزر لتدمير الصواريخ في مرحلة الإقلاع أو الطيران، تسخير قدرة الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الهائلة من الأقمار الصناعية والرادارات وتوجيه صواريخ الاعتراض بسرعة فائقة، التفكير في مشروع الدرع الفضائي وهو عبارة عن مشاريع مستقبلية لاعتراض الصواريخ من الفضاء الخارجي قبل دخولها الغلاف الجوي.
وفي الختام يهدف الدرع الصاروخي إلى ضمان القدرة على الردع الدفاعي وتقليل الأضرار في حال وقوع هجوم صاروخي، كما يسهم في الحفاظ على ميزان القوى بين الدول النووية، خصوصا في أوقات التوتر السياسي أو العسكري.