الاستهلاك العالمي للنفط

أخبار

مخيبا آمال الكثيرين.. وكالة الطاقة الدولية تحذر من أن الاستهلاك العالمي للنفط لم يبلغ ذروته بعد

25 أيار 2020 14:39

حذر رئيس وكالة الطاقة الدولية من أن الاستهلاك العالمي للنفط لم يبلغ ذروته بعد، مخيبا آمال الكثيرين في أن تحد جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد من الطلب مما سيقلل من الانبعاثات المغيرة للمناخ.

حذر رئيس وكالة الطاقة الدولية من أن الاستهلاك العالمي للنفط لم يبلغ ذروته بعد، مخيبا آمال الكثيرين في أن تحد جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد من الطلب مما سيقلل من الانبعاثات المغيرة للمناخ.

وقال فاتح بيرول في مقابلة من وكالة بلومبرج: "في ظل غياب سياسات حكومية قوية، من المرجح أن يعيد الانتعاش الاقتصادي المستدام وانخفاض أسعار النفط الطلب العالمي على النفط إلى حيث كان وأكثر من قبل".

استهلك العالم ما يقرب من 100 مليون برميل من النفط بشكل يومي خلال العام الماضي وحده، ويعتقد البعض في صناعة الطاقة أنه يمكن أن يمثل ذروة الطلب العالمي. لكن فرضيتهم كانت أن تفشي الفيروس التاجي سيؤدي إلى تغييرات في سوق النفط، مثلما غيرت بيئات العمل لتتحول إلى العمل من المنزل وتقليل السفر والتنقل في الخارج، الأمر الذي قد يقلل من استهلاك النفط بشكل دائم.

وعندما سئل رئيس شركة النفط البريطانية BBB، برناد لوني، عن إمكانية بلوغ الطلب على النفط لذروته هذا العام في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، قال: "لن أستبعد حدوث ذلك".

إذا كان هذا صحيحا، فسيكون لذلك آثار ضخمة على تغير المناخ، حيث أن حرق كميات أقل من النفط سيقلل بشكل دائم من انبعاثات الاحتباس الحراري، مما يسهل الطريق لتحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن المناخ. لكن بيرول حذر الحكومات من أن الفيروس التاجي سيقلل الطلب على النفط لفترة وجيزة فقط، مع تراجع الاستهلاك في عام 2020 إلى حوالي 91 مليون برميل في اليوم ، و الذي سينتعش من جديد عام 2021 و ما بعده ليبلغ ذروة الطلب عليه و يفوقها أيضا.

وأضاف بيرول: "إن التغيرات السلوكية في الاستجابة للوباء الفيروسي واضحة، ولكنها ليست سلبية للغاية على استهلاك النفط. حيث يعمل الناس من منازلهم أكثر، ولكن عندما يسافرون، من المرجح أن يكونوا في السيارات أكثر من وسائل النقل العام. ولن يحل عقد المؤتمرات عن طريق الفيديو تحديات الطاقة والمناخ لدينا، ولكن قد تفعل ذلك السياسات الحكومية الجديدة والفعالة".

كما وحث بيرول الحكومات على استخدام حزم الانتعاش الاقتصادي لمكافحة تغير المناخ، وزيادة الإنفاق على الطاقة الخضراء المستدامة للمساعدة في تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس لعام 2016.

وبحسب اتفاق باريس، إن الهدف الأكثر طموحا هو الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وذلك عبر تخفيض الانبعاثات العالمية السنوية بنحو النصف بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي الصفر في منتصف القرن تقريبا.

ولكن بدون تغييرات هيكلية عميقة، من المتوقع أن ترتفع الانبعاثات مرة أخرى بمجرد أن تتعافى الاقتصادات من الأزمة التي تسببت بها الجائحة فيروسية.

كما وقال بيرول: "إذا كان هناك انتعاش اقتصادي قوي، فإن مستشاري الأعمال الأمريكيين الذين يستخدمون تطبيق Zoom لن يعوضوا 150 مليون شخص من سكان المدن الجدد في الهند وإفريقيا الذين يسافرون ويعملون في المصانع و ينقلون البضائع بالشاحنات".

وتلتزم وكالة الطاقة الدولية، التي تقدم المشورة لأغنى دول العالم بشأن سياساتها النفطية، بوجهة نظرها بأن الطلب العالمي على النفط سيستمر في الزيادة على مدى العقد المقبل أو نحو ذلك، قبل أن يصل إلى ذروته حوالي عام 2030.

وفي تقرير نشر في شهر نوفمبر من عام 2019، قالت الوكالة أن استهلاك النفط العالمي من المرجح أن يصل إلى حوالي 105 مليون برميل يوميا بحلول عام 2030، وحوالي 106 مليون بحلول عام 2040.

وفي تحليلها الطويل الأجل لعام 2019، افترضت وكالة الطاقة الدولية حدوث توفير كبير في النفط من بيع السيارات الجديدة على مدى العقدين المقبلين. حيث أن استخدام محركات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود سيقضي على 9 ملايين برميل في اليوم من الطلب العالمي، في حين أن نمو سوق السيارات الكهربائية سيخفض الطلباليومي بحوالي 4 ملايين برميل.

لكن من المرجح أن تقلل الأزمة الاقتصادية الحالية من مبيعات السيارات الحديثة لبعض الوقت، مما سيعني أن السيارات القديمة ستبقى على الطرقات وستبقى تستهلك الوقود كما كانت من قبل.

النهضة نيوز