ترامب يعرض المقاتلة "إف-47" على اليابان لتعزيز التعاون الدفاعي

رقم الحظ 47.. كيف حاول ترامب إقناع اليابان بأحدث مقاتلة أمريكية رقم الحظ 47.. كيف حاول ترامب إقناع اليابان بأحدث مقاتلة أمريكية

وفقا لما نشرته صحيفة "أساهي شيمبون" اليابانية، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا يوم ٢٧ مايو ٢٠٢٥، عرض خلاله المقاتلة الأمريكية المتطورة من الجيل السادس "إف-47"، التي تعد الركيزة الأساسية لبرنامج السيادة الجوية للجيل التالي (NGAD) التابع للقوات الجوية الأمريكية.

وأكد ترامب خلال المحادثة ضرورة تعزيز القوة العسكرية لضمان السلام في منطقة "الهندو-باسيفيك"، موضحا أن المقاتلة "إف-47" تمثل ذروة التكنولوجيا الأمريكية في التفوق الجوي، كما أشار إلى أن الرقم "47" في تسمية الطائرة يمثل رقما محظوظا، كونه يتزامن مع ترتيبه كالرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.

مواصفات "إف-47": التكنولوجيا التي ستغير موازين القوى

تم تطوير "إف-47" بواسطة شركة بوينغ لتحل محل المقاتلة "إف-22 رابتور"، وتتميز بعدة تقنيات متقدمة منها القدرة على التخفي الكامل في جميع الأطياف الرادارية، والمحركات ذات دورة تكيفية تزيد من المدى والأداء، ومزودة بأنظمة مهمات تعمل بالذكاء الاصطناعي مع القدرة على التحليق بأطقم أو بدونها (اختياري)، كما أنها صممت تصميم مفتوح قادر على التكامل مع التقنيات المستقبلية، ومن المتوقع أن تقود هذه المقاتلة تشكيلات قتالية مستقبلية، وتعمل كـ "عقل قيادي" لأساطيل من الطائرات المسيرة والأصول الحليفة في العمليات المشتركة.

اليابان بين التطوير المحلي والشراكة الأمريكية

إن اليابان تسعى حاليا لتطوير مقاتلة خاصة بها من الجيل السادس ضمن برنامج "GCAP" بالشراكة مع بريطانيا وإيطاليا، بهدف نشرها بحلول ٢٠٣٥، لكن مع التهديدات المتسارعة في المنطقة، خاصة التطورات التكنولوجية للقوات الجوية الصينية، قد تضطر طوكيو إلى تقييم دمج "إف-47" في استراتيجيتها الدفاعية.

وتمتلك اليابان بالفعل خبرة واسعة في تشغيل الطائرات الأمريكية المتطورة، مثل إف-15J إيغل، وإف-35 لايتنينج II (بأكثر من ١٥٠ وحدة).

التحالف الأمريكي-الياباني يشكل حجر الزاوية في المحيط الهادئ

وتستضيف اليابان أكبر وجود عسكري أمريكي خارج الولايات المتحدة، مع ٥٤ ألف جندي منتشرين في قواعد رئيسية مثل كادينا (أوكيناوا)، يوكوتا (طوكيو)، إيوكوني (لقوات المارينز)، كما تشارك القوات الأمريكية واليابانية في مناورات مشتركة مثل "كيين سورد" و"أورينت شيلد" لتعزيز القدرات الدفاعية في مجالات الدفاع الجوي والعمليات البرمائية والحرب الإلكترونية.

وإن عرض ترامب لا يقتصر على بيع طائرة متطورة، بل يعكس سعيا أمريكيا لـ الحفاظ على التفوق التكنولوجي وتعزيز التحالفات الاستراتيجية ومواجهة التحديات في منطقة تعج بالصراعات.