اليابان تكشف عن زورق عسكري ذكي بدون طيار لتعزيز القوات البحرية بحلول 2027

ثورة في الحروب البحرية.. اليابان تطور زورقا قتاليا ذاتي القيادة يعمل بالذكاء الاصطناعي ثورة في الحروب البحرية.. اليابان تطور زورقا قتاليا ذاتي القيادة يعمل بالذكاء الاصطناعي

في خطوة تعكس تسارع التوجه العالمي نحو الحروب الذكية، كشفت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة MHI، بالتعاون مع وكالة التكنولوجيا واللوجستيات اليابانية ATLA، عن تطوير زورق عسكري بدون طيار USV يعمل بالذكاء الاصطناعي، خلال معرض DSEI الياباني في مدينة تشيبا يوم 21 مايو 2025، يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية اليابان لتعزيز قدراتها البحرية عبر أنظمة غير مأهولة متطورة، في مواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة.

مواصفات فريدة.. ذكاء اصطناعي وتعددية في المهام

يتميز الزورق الجديد بقدرات متقدمة في الاستشعار والتحليل، حيث يضم كاميرات بصرية حرارية وأنظمة رادار متطورة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد التهديدات البحرية بشكل فوري، كما يتميز بتصميم مرن يتيح تركيب أنظمة تسليح متنوعة على سطحه الخلفي، بدءا من صواريخ مضادة للسفن وحتى أنظمة الدفاع الجوي، مما يجعله مناسبا لمهام متعددة مثل الضربات البرية أو مكافحة الغواصات.

ووفقا للبيانات الفنية يصل طول الزورق إلى 50 مترا، ويتم التحكم فيه عبر نظام "CoasTitan C2" الخاص بـ MHI، الذي يتيح إدارة أساطيل من الزوارق والطائرات المسيرة دون طيار بشكل متكامل، كما يمكن للزورق العمل ضمن مجموعات مترابطة تتبادل البيانات في الوقت الحقيقي، مما يعزز الوعي التكتيكي ويقلل من مخاطر التشويش أو الأعطال.

خلفية استراتيجية من مكافحة الألغام إلى القتال المسلح

يأتي هذا المشروع تتويجا لسنوات من الأبحاث اليابانية في مجال الأنظمة البحرية غير المأهولة، حيث سبق لليابان اختبار زورق "وايل" التجريبي كمنصة لتكامل الزوارق المسيرة السطحية وتحت المائية. ومن المقرر أن تبدأ التجارب البحرية للزورق الجديد بحلول 2027، في إطار مبادرة "Outrange Mine Countermeasure Operation"، التي تهدف إلى تحويل الأنظمة غير المأهولة من مهام الاستطلاع إلى العمليات القتالية المسلحة.

مقارنة مع الأنظمة العالمية وتأثيراته الإقليمية والعالمية

وعند المقارنة بزوارق أخرى مثل زورق "أوفرلورد" التابع للبحرية الأمريكية أو "سيغول" الإسرائيلي، يتميز الزورق الياباني بقدرته على حمل أنظمة تسليح متنوعة في حاويات قابلة للتبديل، فضلا عن تكامله مع أنظمة الذكاء الاصطناعي للتعرف على الأهداف، بينما تركز الأنظمة الأمريكية على الاستطلاع والدعم اللوجستي، يقدم الزورق الياباني قدرات ضاربة متكاملة، مما يجعله منصة متعددة المهام وليس مجرد وسيلة استطلاع.

ومن المتوقع أن يعزز هذا الزورق الوجود البحري الياباني في المناطق الساخنة مثل بحر الصين الشرقي والمحيط الهادئ، حيث سيعمل جنبا إلى جنب مع المدمرات اليابانية لزيادة "القدرة القتالية الموزعة" مع تقليل المخاطر على العنصر البشري، كما يمكن أن يصبح جزءا من شبكة القيادة المشتركة مع الحلفاء مثل الولايات المتحدة وأستراليا، مما يعزز التعاون العسكري في مواجهة التحديات الإقليمية.

وإن الكشف عن هذا الزورق يمثل تحولا استراتيجيا في سياسة اليابان الدفاعية، حيث تسعى لتعزيز تفوقها التكنولوجي في مجال الأنظمة غير المأهولة، مع اقتراب موعد التجارب البحرية في 2027، فقد يشهد العالم تحولا جذريا في طبيعة الحروب البحرية، مع صعود جيل جديد من الأسلحة الذكية التي تعيد تعريف مفاهيم القوة والنفوذ في المحيطات.