في إطار سعيها لتعزيز سيادتها الدفاعية كشفت بيلاروسيا رسميا عن منظومة "بوكMB2K" للدفاع الجوي المزودة بصاروخ "9M318" الموجه، خلال فعاليات معرض "ميلكس 2025" الدولي للدفاع الذي أقيم في العاصمة مينسك بين 21 و24 مايو الماضي، ويأتي هذا الإعلان بعد نجاح المنظومة في سلسلة اختبارات نهائية نهاية عام 2024 قرب الحدود الأوكرانية، لتدخل الخدمة رسميا في القوات المسلحة البيلاروسية في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على التوريدات الخارجية.
استراتيجية صناعية دفاعية طموحة
لا تمثل المنظومة الجديدة انفصالا عن التعاون مع روسيا، بل تعد جزءا من استراتيجية "التنويع" لضمان استمرارية الإنتاج المحلي في مجالات توقفت عنها الصناعة الروسية، ووفقا لتحليلات خبراء تسعى بيلاروسيا إلى محاكاة النموذج الصيني في تحقيق الاكتفاء الذاتي التدريجي، حيث تخطط لتصنيع 300 ألف صاروخ سنويا بحلول 2027-2028، وفق تقديرات شركة "بيلبول" المحلية.
وإلى جانب "بوكMB2K" تنتج بيلاروسيا صواريخ لنظام "بولونيز" الصاروخي، كما تشارك في شراكات صناعية مع روسيا والصين رغم عدم الإفصاح عن تفاصيلها.
بوكMB2K مواصفات تقنية متقدمة
تعد "بوكMB2K" منظومة دفاع جوي متوسطة المدى قادرة على اعتراض طائرات مقاتلة وطائرات دون طيار وصواريخ كروز وحتى أهداف أرضية، وتتميز بـ:
رادار مصفوفي يكشف الأهداف على بعد 130 كم قادر على العمل في بيئة تشويش إلكتروني مكثف، وإطلاق 4 صواريخ في وقت واحد مع وقت استعداد لا يتجاوز 5 دقائق، وتتحرك بسرعة تصل إلى 60 كم/س مع مدى تشغيلي يبلغ 700 كم دون حاجة لإعادة تزويد بالوقود
أما صاروخ "9M318" وزنه 815 كجم، فيتمتع برأس بحث راداري نشط، ويضرب أهدافا على مدى 70 كم وارتفاع يصل إلى 25 ألف متر، مع تحمل مناورة تصل إلى 25جـ.
تعاون روسي بيلاروسي مستمر
رغم التطوير المحلي، تحتفظ مينسك بعلاقات دفاعية وثيقة مع موسكو بما يشمل:
1. نشر أنظمة "إس400" و"إسكندر" الروسية على أراضيها.
2. تدريبات مشتركة تشمل إطلاق صواريخ "توشكايو".
3. استضافة أسلحة نووية تكتيكية روسية.
وإن تطوير "بوكMB2K" يظهر توازنا بيلاروسيا بين التعاون مع روسيا والسعي لتحقيق استقلالية صناعية، خاصة في ظل العقوبات الغربية التي تستهدف قطاع الدفاع الروسي.