أعلنت البحرية الروسية رسميا في 11 يونيو 2025 عن تدشين الغواصة ياكوتسك، وهي الوحدة الأخيرة من مشروع 636.3، وانضمامها إلى أسطول المحيط الهادئ، هذه الخطوة تمثل تتويجا لسلسلة غواصات كيلو المحسنة التي صنعتها حوض سفن الأميرالية، مما يعزز القدرات الهجومية تحت الماء لروسيا ويؤكد الأهمية الاستراتيجية التي توليها موسكو للحرب البحرية، ويأتي هذا النشر في وقت تشهد فيه منطقة المحيط الهادئ منافسة بحرية متزايدة، مما يعكس عزم الكرملين على الحفاظ على تواجده البحري رغم الخسائر الكبيرة التي مني بها في أوكرانيا.
مواصفات الغواصة الروسية وقدراتها القتالية
ويبلغ طول الغواصة ياكوتسك 73 مترا بإزاحة تحت الماء تزيد عن 3000 طن، تعمل بالديزل والكهرباء وتتميز بأنظمة سونار متطورة وتقنيات التخفي الصوتي، فضلا عن قدرتها على إطلاق صواريخ كاليبر-بي إل، ويمكنها الغوص حتى عمق 300 متر والبقاء في البحر لمدة 45 يوما، مما يجعلها مناسبة لمهام مكافحة الغواصات والسفن السطحية، ويعمل على متنها طاقم مكون من 52 فردا.
تم إطلاق ياكوتسك بعد سبعة أشهر فقط من بدء بنائها، مما يعكس كفاءة الاستراتيجية الصناعية الروسية في تصنيع الغواصات، حيث بدأ هذا المشروع في أوائل العقد الماضي وشهد نجاحا متواصلا، وتم نشر وحدات سابقة مثل بيتروبافلوفسك وكامتشاتسكي وأوفا في الشرق الأقصى.
الأبعاد الاستراتيجية لنشر الغواصة الروسية في المحيط الهادئ
يعد نشر ياكوتسك رسالة واضحة من روسيا تجاه القوى المنافسة في المحيط الهادئ، حيث تسعى موسكو لتعويض خسائرها في البحر الأسود بعد الضربات الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيرة، وتعتمد روسيا بشكل متزايد على الغواصات كأداة للردع خفية وقادرة على تنفيذ ضربات صاروخية بعيدة المدى.
ومقارنة بالغواصات النووية الروسية مثل ياسن وبوري، تتميز غواصات مشروع 636.3 بصغر حجمها وانخفاض بصمتها الصوتية، مما يجعلها مناسبة للمناورات الساحلية، كما أنها تنافس نظيراتها العالمية مثل غواصات كيه إس إس-3 الكورية ونوع 212 الألمانية من حيث القدرة على المناورة والتحمل.
وفي الختام يؤكد تدشين ياكوتسك استمرار الاعتماد الروسي على الغواصات كركن أساسي في استراتيجيتها البحرية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، ورغم الخسائر في أوكرانيا تواصل روسيا تعزيز قواتها تحت الماء، مما يدل على تحولها نحو أسلحة أكثر خفاء وقدرة على البقاء في ساحات الصراع الحديثة.