أظهرت دراسة دولية حديثة أجراها باحثون من جامعة هارفارد وجامعة بن غوريون أن 28% من المشاركين الذين اتبعوا أنظمة غذائية صحية لم يخسروا أي وزن، ومع ذلك تحسنت لديهم مؤشرات صحية مهمة، حيث شملت الدراسة 761 شخصا يعانون من السمنة البطنية تم توزيعهم على أنظمة غذائية مختلفة تشمل:
- الحمية منخفضة الدهون
- الحمية منخفضة الكربوهيدرات
- حمية البحر المتوسط
- الحمية الخضراء المعدلة
واستمرت الدراسة لمدة تصل إلى عامين، وركزت على قياس التغيرات في المؤشرات الحيوية وليس فقط الوزن.
تحسن المؤشرات الصحية رغم ثبات الوزن
كما كشفت النتائج عن تحسن ملحوظ في عدة جوانب صحية لدى المشاركين الذين لم يفقدوا وزنا بما في ذلك:
1. ارتفاع مستوى الكوليسترول الجيد (HDL).
2. انخفاض الدهون الحشوية الخطيرة.
3. تحسن في هرمونات الشبع والجوع.
4. انخفاض مؤشرات الالتهاب.
وقالت الدكتورة أنات ياسكولكا مير الباحثة الرئيسية: "إن هذه النتائج تغير مفهومنا عن النجاح في الحميات الغذائية، فالصحة لا تقاس فقط بمؤشر الوزن".
كما حدد الباحثون عدة عوامل تؤثر في استجابة الأفراد للأنظمة الغذائية:
1. العمر: فكان كبار السن أقل استجابة في خسارة الوزن.
2. الجنس: حيث أظهرت النساء استجابة مختلفة عن الرجال.
3. العوامل الجينية: فقد تم تحديد 12 موقعا جينيا مرتبطا باستجابة الجسم.
توصيات الخبراء لتقييم نجاح الحمية
وأكد البروفيسور آيريس شاي أحد المشاركين في البحث: "إن هذه النتائج تثبت أن استجابة الجسم للحميات تتجاوز مجرد قوة الإرادة، فهناك عوامل بيولوجية وجينية مؤثرة".
وتوفر هذه الدراسة رؤى مهمة لمقدمي الرعاية الصحية واختصاصيي التغذية حيث من الضرورة التركيز على المؤشرات الصحية وليس فقط الوزن، بالإضافة إلى أهمية التقييم الشامل للصحة قبل وصف الحميات، والحاجة إلى تطوير أنظمة غذائية شخصية حسب الخصائص البيولوجية.
وختاما تؤكد هذه الدراسة أن اتباع نظام غذائي صحي يحقق فوائد كبيرة حتى دون خسارة الوزن، مما يفتح آفاقا جديدة في فهم العلاقة بين التغذية والصحة.