كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة الحساسية (Allergy) عن أن امتلاك كلب قد يساعد في الوقاية من الأكزيما خاصة عند الأطفال، ووفقا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH) سجل حوالي 100 مليون بالغ و100 مليون طفل حول العالم معاناتهم من الأكزيما، وهي حالة جلدية تسبب الحكة والالتهاب.
العلاقة بين الأكزيما والعوامل البيئية
إن الأكزيما هي حالة معقدة ناتجة عن تفاعل العوامل الوراثية والبيئية، وركزت الدراسة على تحليل بيانات 16 بحثا أوروبيا شملت أكثر من 25 ألف شخص، مع التأكد من النتائج عبر دراسات إضافية على 254 ألف فرد، فوجد الباحثون أن امتلاك كلب يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأكزيما، خاصة عند التعرض للكلاب في مراحل مبكرة من العمر، كما حددت الدراسة عوامل بيئية أخرى قد تؤثر على تطور الأكزيما مثل تناول المضادات الحيوية وامتلاك قطة والرضاعة الطبيعية ووجود أخ أو أخت أكبر سنا والتدخين والعادات الصحية
كيف تحمي الكلاب من الأكزيما؟
اكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون كلابا لديهم تغير جيني محدد في الكروموسوم 5 بالقرب من جين IL7R، الذي يلعب دورا في الاستجابة المناعية، وعلى الرغم من أن هذا التغير الجيني يزيد من خطر الأكزيما، إلا أن التعرض للكلاب يقلل من تأثيره، وأظهرت اختبارات معملية أن الخلايا الجلدية الحاملة لهذا التغير الجيني تثبط الالتهاب عند تعرضها لجزيئات من الكلاب مما يفسر التأثير الوقائي.
قالت الدكتورة ماري ستاندل من معهد هيلمهولتز في ميونخ: "إن هذه الدراسة تساعدنا على فهم سبب إصابة بعض الأطفال بالأكزيما بينما لا يتأثر آخرون، فلا تعمل جميع الإجراءات الوقائية بنفس الطريقة، لذا نحتاج إلى دراسات تركز على التفاعل بين الجينات والبيئة لوضع استراتيجيات وقائية شخصية."
ومن القيود الرئيسية للدراسة أنها ركزت على أشخاص من أصل أوروبي أبيض، مما يعني ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتشمل تنوعا أكبر.