الإجهاد يغير طريقة استجابة الدماغ للأصوات
لا يقتصر تأثير التوتر على المشاعر فحسب، بل يمتد ليؤثر على طريقة إدراكنا للعالم من حولنا، بما في ذلك السمع،
أظهرت دراسة حديثة نُشرت في PLOS Biology أن الفئران التي تعرضت لأسبوع من الإجهاد أصبحت أقل حساسية للأصوات العالية، وكشفت الفحوصات العصبية تغييرات في نشاط القشرة السمعية في الدماغ، مما يشير إلى أن التوتر يمكن أن يعيد تشكيل إدراكنا اليومي، وليس فقط حالتنا العاطفية أو الذهنية.
كيف يؤثر الإجهاد على معالجة الصوت في الدماغ؟
قام الباحثون في جامعة بن غوريون في النقب بإخضاع الفئران لضغط نفسي يومي من خلال وضعها في مساحة ضيقة لمدة 30 دقيقة يوميا على مدار أسبوع، بعد ذلك قاموا بتحليل استجابات أدمغتها للأصوات، وكشفت النتائج ما يلي:
لم يتأثر السمع على مستوى جذع الدماغ السمعي.
زادت النشاطات العصبية العفوية في القشرة السمعية، مما يشير إلى تغيير في معالجة الصوت.
أظهرت الخلايا العصبية المثبطة التي تعبر عن بروتين somatostatin استجابة أعلى، بينما كانت الخلايا العصبية المثبطة المعبرة عن بروتين parvalbumin والخلايا الهرمية أقل حساسية.
الإجهاد يقلل من القدرة على إدراك الضوضاء العالية
في اختبار سلوكي، طُلب من الفئران تصنيف الأصوات إلى مرتفعة أو منخفضة، الفئران التي تعرضت للإجهاد كانت أكثر عرضة لتصنيف الأصوات العالية على أنها منخفضة، مما يدل على انخفاض إدراكها لمستوى الصوت الحقيقي.
هل يمكن أن يغير الإجهاد إدراكنا اليومي؟
يعتقد الباحثون أن هذه النتائج قد تمتد لتشمل البشر، مما يشير إلى أن الإجهاد المزمن قد يؤثر على استجابتنا للأصوات والضوضاء اليومية، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر حساسية أو أقل وعيًا بالمحفزات الصوتية من حولهم.
دلالات البحث وتأثيره على الصحة النفسية
تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم كيفية تأثير التوتر على الإدراك الحسي، مما قد يساعد في تطوير استراتيجيات علاجية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو فرط الحساسية الصوتية.