أقامت مصر مراسم تخرج لدفعة جديدة من الضباط العسكريين، تضمنت عرضا مهيبا وعروضا ديناميكية حضرها مسؤولون مصريون وإماراتيون رفيعو المستوى، بما في ذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد (MBZ). كانت هذه الفعالية الجادة، التي تذكر بمعارض عسكرية دولية حديثة، عرضا قويا لقوة مصر العسكرية.
عرض المعدات المصرية العسكرية
بدأ العرض بعرض أنظمة الدروع والدفاع المصرية، مما يبرز تركيز البلاد على قواتها البرية، ومن بين المعدات المعروضة كانت وحدات المدفعية الذاتية الدفع من نوع M109A2 وM109A5، التي تُستخدم منذ الثمانينيات لتوفير دعم ناري سريع ومتحرك.
تتميز وحدة M109A2 بمدفع عيار 155 ملم ومدى إطلاق يصل إلى 18 كم، مما يوفر دعما مدفعيا للقوات المصرية. تمتلك مصر أكثر من 200 وحدة من نوع M109A5، مما يوسع قدرة الإطلاق إلى حوالي 24 كم. يتم نشر هذه الأنظمة المدفعية في مهام الدفاع الحدودي وخلال التمارين العسكرية المشتركة، مثل تمرين "نجمة ساطعة" متعدد الجنسيات.
دبابات M1A1 أبرامز
كما تم تسليط الضوء على دبابات M1A1 أبرامز، مما يُظهر قدرات مصر على الهجوم البري. تمتلك مصر ثاني أكبر أسطول من دبابات أبرامز على مستوى العالم، بعد الولايات المتحدة، وتحافظ على المصنع الوحيد لهذه المركبات خارج الأراضي الأمريكية. مزودة بأنظمة حماية متقدمة ومدفع عيار 120 ملم، تُعد هذه الدبابات أساسية لمهام الدفاع الإقليمي. تم الحصول عليها في التسعينيات، وأصبحت جزءًا مركزيا من قدرات مصر القتالية المدرعة.
ناقلات الجنود المدرعة
إلى جانب الدبابات، توفر ناقلات الجنود المدرعة M113A2، التي تم إدخالها في الثمانينيات، تنقلا محسنا وحماية للجنود. تُستخدم هذه المركبات لنقل القوات والمعدات في المناطق ذات المخاطر العالية، مما يُظهر التزام مصر بسلامة الجنود أثناء العمليات.
قدرات الدفاع الجوي
كما عرضت القوات المصرية قدراتها في الدفاع الجوي باستخدام نظام الصواريخ سطح-جو SA-2 Pechora-2M، وهو صاروخ قصير المدى قادر على مواجهة الهجمات الجوية على ارتفاعات منخفضة، مما يضمن تغطية جوية فعالة فوق المناطق الحساسة.
العروض الجوية
استمرت العروض في السماء مع عرض طائرات الهليكوبتر AH-64 Apache وAugustaWestland AW139، التي تشغلها قوات مصرية خاصة. تم الحصول على طائرات Apache في التسعينيات، وتعمل كآلات هجومية قوية، مزودة بصواريخ AGM-114 Hellfire ومدافع عيار 30 ملم. تلعب هذه الطائرات دورا حيويا في مهام الاستطلاع وحماية القوافل والضربات المستهدفة ضد مواقع العدو، خاصة في شمال سيناء. بينما تدعم طائرات AW139 التي تم إدخالها مؤخرًا العمليات الإنقاذية والإجلاء الطبي والنقل التكتيكي، مما يضيف مرونة أساسية لقوات مصر الجوية.
عرض القوات الخاصة
كما قدمت القوات الخاصة المصرية عرضًا مثيرًا للإعجاب لقدراتها التشغيلية. في هذه التمرين، تنسق وحدات القناصة وفرق الاستطلاع ووحدات الاقتحام سلسلة من المناورات المعقدة. تم تعزيز العرض من خلال نشر طائرات AgustaWestland AW139 لاستخراج الجرحى بسرعة.
عناصر ثابتة
شملت العناصر الثابتة المعروضة تنوع المعدات العسكرية المصرية. لفتت المركبات المقاومة للألغام (MRAP) مثل RG-33L وM1220 وCaiman الأنظار، والتي تشتهر بمقاومتها للألغام والكمائن. تعتبر هذه المركبات حاسمة في عمليات حفظ السلام وتأمين المناطق المعادية. الهيكل المعزز لـ RG-33L يحمي الركاب من انفجارات الألغام ونيران الأسلحة الخفيفة، بينما توفر M1220 وCaiman قدرة أكبر على التنقل وحماية القوات العاملة في المناطق ذات المخاطر العالية.
الطائرات بدون طيار البحرية
كان من بين العناصر البارزة طائرة بدون طيار بحرية، Dolphin SDV-X Swimmer، مصممة للقيام بعمليات المراقبة والتدخل تحت الماء. تُستخدم هذه الطائرة في الاستطلاع واكتشاف التهديدات في المياه الضحلة، مما يجعلها من الأصول القيمة للعمليات البحرية، حيث تقدم قدرات استخباراتية فعالة وسرية.
بهذه الطريقة، كانت مراسم التخرج هذه بمثابة احتفال ليس فقط للجنود الجدد، بل أيضًا عرض لقوة مصر العسكرية ومعداتها الحديثة. من خلال تعزيز قدراتها في المجالات البرية والجوية والبحرية، تُظهر مصر التزامها بالحفاظ على قوة مسلحة مؤهلة للتصدي للتهديدات الإقليمية، مع زيادة الإتقان التكنولوجي في مجالات متنوعة مثل المركبات المدرعة وطائرات القتال وأنظمة الدفاع المتقدمة.