كشفت شركة "يونايتد إيركرافت كوربوريشن" UAC الروسية،عبر مكتب "سوخوي" للتصميم النقاب عن ميزات رئيسية في المقاتلة المتطورة من الجيل الخامس "سو57 إم"، في خطوة تعزز جهود روسيا لامتلاك منصة جوية متعددة المهام ذات تفوق جوي، وأكد الطيار الاختباري "سيرجي بوغدان" أن التحديثات تشمل تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتحسين التخفي ورادار بعيد المدى مما يعزز قدرات الردع الجوي الروسي في المناطق المتنازع عليها.
تكنولوجيا متطورة ومواصفات قتالية متفوقة
تتميز "سو57 إم" بأنها الأكثر تطورا في مشروع المقاتلات الروسية من الجيل الخامس، حيث تجمع بين التخفي والسرعة والقدرة على تنفيذ مهام متنوعة، وتضمن التصميم الجديد هيكلا أوسع لتحسين الرفع الإيروديناميكي والاستقرار عند السرعات فوق الصوتية، مما يمكنها من الطيران بهذه السرعات دون الحاجة إلى "الحارق الخلفي" وهي سمة أساسية في مقاتلات الجيل الخامس.
ووفقا لتصريحات بوغدان وتقارير "آرمي ريكوغنشن" تعتمد أنظمة الطائرة الآن على الذكاء الاصطناعي، مما يسمح بإقلاع سريع عبر ضغطة زر واحدة مع تبسيط عمليات الفحص القبلي والجاهزية للمهام، كما زودت الطائرة بمحركات مطورة من نوع "ساتورن إيه إل51"، توفر دفعا أقوى مع كفاءة أعلى في استهلاك الوقود.
أما في ما يتعلق بالتخفي فقد تم تعزيز هيكل الطائرة المسطح وحجيرات الأسلحة الداخلية لتقليل البصمة الرادارية، بينما يزيد نظام الرادار الجديد من مدى الكشف والوعي التكتيكي، كما أن الذخائر مخبأة بالكامل داخل الهيكل مما يعزز قدرة التخفي في ساحات القتال.
تطور المشروع وأهميته الاستراتيجية
بدأ تطوير مقاتلة "سو57" في أوائل العقد الأول من القرن الحالي كرد روسي على المقاتلات الأمريكية مثل "إف22" و"إف35"، وبعد عدة نماذج أولية ضمن برنامج "باك فا"، دخلت النسخة الأساسية من "سو57" الخدمة المحدودة عام 2020. لكن نموذج "سو57 إم" يمثل قفزة نوعية، حيث يشمل إلكترونيات طيران متطورة ومحركات ذات دفع متجه محسنة وميزات اتصال متقدمة مع ساحة المعركة، وتعكس هذه التحديثات الدروس المستفادة من الانتشار الميداني المحدود والاختبارات مما يجعل "سو57 إم" منصة ناضجة وقادرة على منافسة نظيراتها الغربية.
مقارنة مع منافسيها العالميين
بينما تركز المقاتلات الغربية مثل "إف35" على دمج البيانات والتشغيل البيني مع حلفاء الناتو، تتميز "سو57 إم" بقدراتها فهي تمتلك المرونة الإيروديناميكية والرادار بعيد المدى والقدرة على الطيران فوق الصوتي دون حارق خلفي.
ويؤكد بوغدان أن الهيكل العريض للطائرة يضمن استقرارا ورفعا أفضل عند السرعات العالية، مقارنة بمقاتلات مثل "يوروفايتر تايفون" أو "رافال" التي تعتمد على الحارق الخلفي للطيران فوق الصوتي، كما أن دعم الذكاء الاصطناعي يقلل العبء على الطيار ويسرع اتخاذ القرار في المعارك المعقدة.
إن المقاتلة "سو57 إم" تمثل علامة فارقة في مساعي روسيا لامتلاك مقاتلة مستقلة تعمل بالذكاء الاصطناعي وتنافس أحدث الطائرات في العالم، بقدراتها فوق الصوتية وتصميمها المخفي وأنظمتها الذكية، تبرز الطائرة كأداة استراتيجية تعكس أولويات موسكو في الدفاع الجوي والابتكار المحلي وتؤكد عزمها على البقاء لاعبا رئيسيا في حروب المستقبل الجوية.