في إطار سعيها لتحقيق رؤية 2030 وتعزيز استدامة الطاقة، أطلقت السعودية مشروع بيشة لتخزين الكهرباء، الذي يُعد أكبر مشروع تخزين كهرباء في الشرق الأوسط وأفريقيا، بطاقة 2000 ميغاواط/ساعة. يأتي المشروع لدعم استقرار الشبكة الوطنية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والمساهمة في رفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني.
قدرات مشروع بيشة وأهم مميزاته
يُعد مشروع بيشة علامة فارقة في قطاع تخزين الطاقة، إذ يتمتع بإمكانات تقنية غير مسبوقة:
• أكبر مشروع تخزين بطاريات يتم تشغيله في مرحلة واحدة عالميًا.
• 488 حاوية بطاريات متطورة بقدرة تخزينية تصل إلى 500 ميغاواط لمدة 4 ساعات.
• يقع في مدينة بيشة بمنطقة عسير، على بُعد 160 كيلومترًا من ساحل البحر الأحمر.
• تنفيذ مشترك بين شركات سعودية وصينية، من بينها شركة الكهرباء الوطنية الصينية وشركة الفنار.
• يضم 122 وحدة تخزين مسبقة الصنع من تطوير شركة بي واي دي الصينية، تدعم تقنيات متطورة لزيادة كفاءة التخزين.
السعودية ضمن أكبر 10 أسواق عالميا في تخزين الكهرباء
مع تشغيل مشروع بيشة، انضمت السعودية إلى قائمة أكبر 10 أسواق عالمية في مجال تخزين الكهرباء بالبطاريات، وفقًا لبيانات منصة الطاقة المتخصصة، كما تخطط المملكة لزيادة سعة تخزين الكهرباء إلى 48 غيغاواط/ساعة بحلول 2030، مما يجعلها واحدة من أكبر ثلاث أسواق عالميا بعد الصين والولايات المتحدة.
أهمية المشروع في دعم التحول إلى الطاقة المتجددة
يمثل مشروع بيشة خطوة رئيسية في إستراتيجية السعودية للطاقة المستدامة، حيث يساعد على:
• تحقيق التكامل بين مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
• تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يؤدي إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية.
• تعزيز أمن الطاقة واستقرار الإمدادات الكهربائية، من خلال حلول تخزين متقدمة تدعم الشبكة الوطنية.
مستقبل تخزين الكهرباء في السعودية
تواصل السعودية الاستثمار في مشاريع تخزين الكهرباء، حيث طرحت مؤخرًا مناقصة لإنشاء مشروعات تخزينية بسعة 8 غيغاواط/ساعة، موزعة على أربعة مشروعات رئيسة، كل منها بسعة 500 ميغاواط لمدة 4 ساعات، كما تعتمد مشروعات كبرى مثل نيوم ومشروع البحر الأحمر على تقنيات تخزين البطاريات لضمان توفير الكهرباء على مدار الساعة.
مشروع بيشة.. خطوة رئيسية نحو تحقيق رؤية 2030
تؤكد وزارة الطاقة أن تحقيق هدف 50% من الكهرباء من مصادر نظيفة يتطلب تطوير بنية تحتية متقدمة لتخزين الكهرباء، مما يجعل مشروع بيشة ركيزة أساسية في هذا التحول. ومع تزايد الاستثمارات في التخزين والطاقة النظيفة، تواصل السعودية تعزيز ريادتها كوجهة عالمية في قطاع الطاقة المستدامة.