تعمل القوات الجوية الأمريكية على تطوير قنبلة خارقة جديدة تعرف باسم "الجيل القادم من القنابل الخارقة" (NGP)، لتحل محل قنبلة GBU-57/B الضخمة المستخدمة على متن قاذفة B-2.
ويأتي هذا التطوير بعد أول استخدام قتالي لقنبلة MOP خلال عملية Midnight Hammer " المطرقة الليلية " في يونيو 2025، حيث استهدفت منشآت نووية إيرانية باستخدام 14 قنبلة، وستصبح الطائرة B-21 Raider التي لا تزال قيد التطوير المنصة الرئيسية لحمل NGP، رغم قدرتها المحدودة على حمل قنبلة واحدة مقارنة بقاذفة B-2 التي تحمل اثنتين. ويتوقع أن تكون القنبلة الجديدة أخف وزنا لتناسب قدرات الحمولة الداخلية للطائرة الشبحية الجديدة.
قنبلة NGP تصميم دقيق وصمامات ذكية لاختراق المنشآت المدفونة
تصمم قنبلة NGP بوزن أقصى لرأسها الحربي يصل إلى 22 ألف رطل، لتكون قادرة على تنفيذ تفجيرات قوية وتأثيرات اختراق عميقة، وعلى خلاف GBU-57 غير المزودة بمحرك، قد تتضمن القنبلة الجديدة نظام دفع يتيح إطلاقها من مسافات بعيدة، ما يعزز السلامة في بيئات قتالية عالية التهديد، كما تتطلب الوثائق التعاقدية دقة توجيه عالية، بقدرة إصابة ضمن نطاق 2.2 متر من الهدف حتى في بيئات محجوبة إشارات GPS.
وتشمل المواصفات استخدام أنظمة توجيه وملاحة متطورة ذاتية العمل، إلى جانب صمامات ذكية تكشف فراغات المنشآت تحت الأرض وتفجر القنبلة في اللحظة المثلى لإحداث ضرر هيكلي فائق.
ويبنى هذا المشروع على دراسات وتحليلات منذ عام 2012، ويخطط لإنتاج نسخ تجريبية جزئية وكاملة خلال 24 شهرا من تاريخ منح العقود، مع توافق تقني مع قاذفة B-21 ونظام الإطلاق BRU-72/B، ويتوقع بلوغ القنبلة مستوى نضوج تقني TRL 6 بنهاية مرحلة النماذج الأولية، ما يضع الأساس لتطوير نظام طويل الأمد قد يشمل عائلة كاملة من الذخائر المصممة لأهداف متعددة ضمن استراتيجية الضربات بعيدة المدى.
قنبلة NGP جزء من الاستراتيجية الأمريكية لضرب الأهداف المحصنة
ورغم قوتها التدميرية أظهرت قنبلة GBU-57/B عددا من القيود، أبرزها الحاجة إلى اقتراب الطائرات من الأهداف لتوصيلها بدقة ومحدودية إنتاجها السنوي. وخلال عملية " المطرقة الليلية "، نفذت الضربة الأولى باستخدام هذه القنابل بعد سنوات من اعتمادها كرادع استراتيجي، وأكدت صور الأقمار الصناعية نجاح الاستهداف، لكن تقارير استخباراتية أفادت بأن البنية التحتية النووية في منشأة فوردو الإيرانية ربما نجت، نظرا لعمقها الكبير الذي يتجاوز قدرة الاختراق المعلنة للقنبلة.
إن هذا التحدي أعاد تسليط الضوء على أهمية تطوير ذخائر خارقة أكثر تطورا، وخاصة في ظل لجوء دول كالصين وروسيا وكوريا الشمالية إلى بناء منشآت عسكرية مدفونة بعمق شديد، ويعد المجمع العسكري الصيني الضخم قرب بكين، وسلسلة صوامع الصواريخ الباليستية DF-41، مؤشرا واضحا على تعقيد أهداف المستقبل،
وقد خلص تقرير لمعهد RAND في 2024 إلى أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى ضربات تقليدية بعيدة المدى ضد منشآت مدفونة إذا لم تتمكن من تحييد الأهداف السطحية مبكرا، وفي هذا السياق يشكل مشروع NGP استجابة استراتيجية ضرورية لمواكبة التغيرات الجيوسياسية والتهديدات الحديثة، مع التركيز على قدرة الاختراق ودقة التوجيه والعمل من مسافات آمنة.
فبفضل هذه الميزات يتوقع أن تصبح قنبلة NGP ركيزة أساسية في خطط الدفاع الأمريكي في النزاعات المستقبلية التي تتطلب تدمير أهداف محصنة بعمق دون اللجوء إلى السلاح النووي