تحليل أصوات الطيور
أجرى باحثون من جامعة ويسكونسن-ماديسون أول دراسة عالمية لتحليل أصوات الطيور، شملت أكثر من 100,000 تسجيل صوتي، كشفت الدراسة عن تأثير البيئة والجغرافيا وشكل المنقار وحجم الجسم على تردد الأصوات وتنوعها. هذه النتائج تفتح آفاقا جديدة لفهم كيفية تأثير العوامل البيئية على تواصل الطيور، ويمكن أن تساهم في تحسين جهود الحفاظ على النظم البيئية من خلال مراقبة "المناظر الصوتية" (Soundscapes).
لماذا تغني الطيور؟
تنتج الطيور الأصوات لعدة أسباب، منها جذب الشركاء، ردع المفترسين، أو ببساطة للغناء، ورغم أهمية هذه الأصوات، إلا أن أسباب تنوعها الكبير لم تكن مفهومة بشكل كامل حتى الآن.
الدراسة التي نشرت في دورية Proceedings of the Royal Society B سلطت الضوء على أنماط رئيسية تساعد على تفسير لماذا تصدر الطيور أصواتًا معينة وبتكرار محدد.
أبرز النتائج والتفسيرات
1. تأثير البيئة على تردد الأصوات
تتأثر ترددات أصوات الطيور بموائلها الطبيعية بطرق غير متوقعة.
في النظم البيئية ذات المياه الجارية، والتي تخلق ضوضاء بيضاء منخفضة التردد، تميل الطيور إلى إصدار أصوات بترددات أعلى لتجنب تغطية أصواتها بضوضاء المياه.
2. تأثير الجغرافيا
الطيور التي تعيش على نفس خطوط العرض تصدر أصواتغ متشابهة.
هذا النمط العالمي يضيف بعدا جديدا لفهم التأثيرات الجغرافية على تطور أصوات الطيور، مما قد يلهم دراسات مستقبلية لاستكشاف هذا الجانب.
3. شكل المنقار وحجم الجسم
الطيور الصغيرة: تصدر أصواتت بترددات أعلى وتتمتع بنطاق ترددي أوسع، مما يمنحها مرونة أكبر في التواصل وحماية نفسها.
الترددات العالية تساعدها على التواصل مع أفراد نوعها.
الترددات المنخفضة تُستخدم للتمويه، حيث توهم المفترسات بأنها أكبر حجما مما هي عليه.
الطيور الكبيرة: تصدر أصواتا منخفضة التردد، وهو ما أثبتته الدراسة على مستوى عالمي، مع إضافة معلومات جديدة حول العلاقة بين شكل المنقار وحجم الجسم والترددات الصوتية.
دور "المناظر الصوتية" في الحفاظ على النظم البيئية
تشير الدراسة إلى أن "المناظر الصوتية"، أي جميع الأصوات التي تُسمع في منطقة معينة، تُستخدم بشكل متزايد كأداة في دراسات الحفظ البيئي.
يمكن استخدام الترددات المنخفضة لتحديد التأثيرات البشرية على الطيور الكبيرة، مثل الصيد الجائر.
إذا غابت الأصوات ذات الترددات المنخفضة عن التسجيلات الصوتية في منطقة ما، قد يكون ذلك دليلاً على تراجع أعداد الطيور الكبيرة بسبب النشاط البشري.
مساهمة العلم والمواطنين
يسعى الباحثون إلى توسيع دراستهم لتشمل تسجيلات صوتية على مدار 24 ساعة لتحليل كيفية تعديل الطيور لتوقيت أصواتها عند وجود ضوضاء بيئية.
يشير الباحث ساتيا شاندرا ساغار إلى الدور الكبير الذي يلعبه مراقبو الطيور والعلماء المواطنون في كشف المزيد من أسرار العالم الطبيعي.
قدمت الدراسة رؤى جديدة حول التنوع الصوتي للطيور وأسبابه، وسلطت الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة من خلال فهم الأنظمة الصوتية الطبيعية.
تفتح هذه النتائج آفاقًا واسعة لتحسين استراتيجيات الحفاظ على الطيور والنظم البيئية، مستفيدةً من التكنولوجيا والمشاركة المجتمعية.