ماهي العلاقة بين القلب والصحة النفسية ؟

علوم

أمراض القلب واضطرابات الصحة النفسية ارتباط وثيق ومتبادل

2 أيار 2024

يعتقد معظم الأشخاص أن مشاكل القلب ومشاكل الصحة النفسية  هي مسائل منفصلة ومتباينة ولا يوجد أي ترابط بينهما. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أنهما في الواقع مرتبطتان بشكل أكبر مما يتوقعه معظم الناس.

فهم هذا الترابط يمكن أن يساعد في تحسين استراتيجيات العلاج وجودة الحياة للأفراد الذين يعانون من أيٍ من هاتين الحالتين أو كلاهما.

العلاقة بين صحة القلب والصحة النفسية

القلب ليس مجرد مضخة ترسل الدم إلى جميع أنحاء الجسم، فهو يتأثر بالدماغ والعواطف بطرق معقدة، وبنفس الطريقة، يمكن أن تتأثر حالتنا النفسية بصحة القلب، وهذه العلاقة المتبادلة لها آثار مهمة على كيفية تعاملنا مع المشاكل الصحية.

أمراض القلب تزيد من اضطرابات الصحة النفسية

 تعد اضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق شائعة بين الأشخاص المصابين بأمراض القلب ، حيث وجدت الدراسات أن الاكتئاب أكثر شيوعاً بثلاثة أضعاف بين الأشخاص الذين تعرضوا سابقاً للإصابة بنوبة قلبية مقارنةً بباقي الناس.

كما أن القلق أيضاً أعلى بشكل ملحوظ بين أولئك الذين يعانون من أمراض القلب، وقد يكون السبب هو الضغط النفسي الناتج عن التعامل مع تشخيص صحي خطير والآثار الجسدية لأمراض القلب على الجسم، والتي يمكن أن تحاكي أحياناً أعراض القلق أو تثيرها.

مشاكل الصحة النفسية تزيد من أمراض القلب

ومن جهة أخرى، يكون الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تم تحديد الاكتئاب كعامل خطر لتطور مرض الشريان التاجي، وفشل القلب، وزيادة معدل الوفيات بعد نوبة قلبية.

كيف تؤثر اضطرابات الصحة النفسية على القلب ؟


قد تؤدي اضطرابات الصحة النفسية إلى اتخاذ خيارات نمط حياة سيئة مثل الخمول والتدخين والأكل غير الصحي، وكلها عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر اضطرابات الصحة النفسية على الأنظمة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى تغيرات في معدل ضربات القلب وضغط الدم، والالتهابات، والأداء غير الطبيعي فيما يتعلق بتخثر الدم، وكلها عوامل يمكن أن تضر بصحة القلب.

الآليات البيولوجية التي تربط أمراض القلب بالاضطرابات النفسية

تتضمن الآليات البيولوجية التي تربط أمراض القلب والصحة النفسية تفاعلات معقدة بين المواد الكيميائية في الدماغ، ونظام الغدد الصماء، والجهاز المناعي.

وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التوتر إلى زيادة مستويات الكورتيزول والأدرينالين، والتي بدورها يمكن أن تزيد من ضغط الدم ومستويات السكر، وكلاهما يلعب دوراً مهماً في أمراض القلب، حيث يعد الإجهاد المزمن أو الإجهاد الذي تتم إدارته بشكل سيئ ضاراً بشكل خاص لصحة القلب، لأنه يمكن أن يرفع هذه الهرمونات باستمرار ويحافظ على مستوى عالٍ من الالتهاب في الجسم.

هذا وتدعم الأدلة المستمدة من الأبحاث فكرة أن إدارة الصحة النفسية يمكن أن تفيد صحة القلب والأوعية الدموية، والعكس صحيح.

موقع Knowridge