أخبار

دراسة علمية: الأطفال المولودون قيصرياً أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا

19 أيلول 2019 16:22

اظهرت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون عن طريق المهبل يلتقطون معظم جرعاتهم الأولية من البكتيريا من والدتهم، في حين أن الأطفال الذين يولدون قيصرياً يكون لديهم بعض البكتيريا المختلفة والمرتبطة ببيئات

اظهرت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يولدون عن طريق المهبل يلتقطون معظم جرعاتهم الأولية من البكتيريا من والدتهم، في حين أن الأطفال الذين يولدون قيصرياً يكون لديهم بعض البكتيريا المختلفة والمرتبطة ببيئات المستشفى، بما في ذلك السلالات التي تظهر مقاومة مضادات الميكروبات، ويمكن أن تفسر النتائج ارتفاع معدل الإصابة بالربو والحساسية وأمراض المناعة الأخرى عند الأطفال الذين يولدون بعمليات قيصرية.

وقال نايجل فيلد المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة لندن كوليدج: "يمكن أن يتأثر الجهاز المناعي طوال حياتك بتفاعلاته الأولى مع البكتيريا، في حال كانت هناك اختلافات في النتائج الصحية على المدى الطويل من خلال أنماط مختلفة من البكتيريا، وهذا يخبرنا بشيء مهم جدًا عن الصحة ".

وأشار فيلد إلى أنه كان يعتقد أن بكتيريا وميكروبات الأمعاء لدى الأطفال الرضع قد تتشكل بواسطة البكتيريا التي يبتلعونها أثناء وجودهم في قناة الولادة أو الرحم، لكن النتائج الأخيرة كشفت أن ميكروبات الأمعاء لحديثي الولادة المولودين طبيعياً لم يأت من البكتيريا المهبلية، ولكن من الأمعاء التي يفترض أنها التقطت في لحظة الولادة.

وهذا يثير التساؤل حول فعالية مسح الأطفال المولودين قيصرياً بالبكتيريا المهبلية بعد الولادة مباشرة لتعزيز مناعتهم.

يقول بيتر بروكليهرست أستاذ صحة المرأة بجامعة برمنغهام و مؤلف مشارك في الدراسة: "إن ممارسة المسح المهبلي مثيرة للجدل إلى حد كبير، فلا نجد هنا دليلاً بيولوجياً على أنها ستكون فعالةً على أي حال".

وأضاف بروكليهرست: بينما يكون الأطفال داخل أرحام أمهاتهم، يظلون معقمين بالكامل، ولكن بمجرد تعرضهم للعالم الخارجي، يبدؤون في تناول وجذب البكتيريا التي تستعمر الأمعاء بسرعة، و بعد ستة إلى تسعة أشهر  تلاشت الاختلافات بين المجموعتين (الأطفال المولودين مهبلياً و قيصرياً) .

لكن العلماء يعتقدون أن التعرض الأولي للبكتيريا في لحظة الولادة يمكن أن يكون لحظة "اختبار مفاجئ" للجهاز المناعي، وتحديد حساسية وسلالات البكتيريا التي ستؤدي إلى استجابته، ولم يكتشف العلماء بعد الآليات الدقيقة التي يؤثر بها التعرض المبكر للنشاط المناعي، وهذا يحتاج إلى حل قبل أن يكون للنتائج أي آثار حقيقية على الممارسة السريرية.

و قال بروكليهرست إنه لن يكون من المستحسن أن يحاول الآباء إعطاء الأطفال المولودين بعملية قيصرية جرعة من بكتيريا الأمعاء على سبيل المثال، والتي قد تكون خطيرة عليهم لدرجة قاتلة في بعض الاحيان، مضيفاً: "سأكون قلقاً جداً على صحتهم من إدخال تلك الأشياء بشكل مصطنع إلى الأطفال".

ومع ذلك، في المستقبل قد يصبح من المعتاد إعطاء جرعة من البكتيريا للأطفال المولودين من خلال عملية قيصرية.

وقالت أليسون رايت  استشارية التوليد و نائبة رئيس الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد : "في كثير من الحالات، تكون العملية القيصرية إجراء منقذ للحياة ويمكن أن تكون الخيار الصحيح للمرأة وطفلها، أما بالنسبة لبكتيريا الأمعاء، فلا يزال الدور الدقيق للميكروبيوم في الأطفال حديثي الولادة والعوامل التي يمكن تغييرها غير مؤكدة، لذلك لا نعتقد أن هذه الدراسة يجب أن تمنع النساء من الولادة القيصرية".

كما اقترحت الدراسة أن المضادات الحيوية، التي تُعطى عادةً قبل الولادة القيصرية، تلعب دوراً في تشكيل الميكروبيوم في أمعاء الأطفال الرضع، ووجدت الدراسة أن الرضاعة الطبيعية كان لها تأثير على تشكيل بكتيريا الأمعاء، لكنها رغم ذلك لعبت دوراً بسيطاً.

واستغرقت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "Nature"، سبع سنوات لإجرائها وتم خلالها أخذ 1679 عينة برازية من حوالي 600 طفلاً و 175 أماً، وقد تم نشرها في معهد سانجر في كامبريدج شاير ودخلت في أرشيف المكتبة الوطنية البريطانية .

ومن المقرر أن يوسع الفريق الدراسة لتشمل أعداداً أكبر من الأطفال، بمن فيهم المولودين في المنازل، لاسيما أنهم يريدون أيضاً أن يبحثوا بمزيد من التفصيل عن المدة التي تستمر بها البكتيريا والميكروبات في مقاومة مضادات الميكروبات في المستشفى، وما إذا كان هذا يشكل أي خطر على الأطفال المولودين قيصرياً.

و قال أندرو شينان أستاذ طب التوليد في جامعة كينجز كوليدج لندن : تؤدي الولادة القيصرية إلى تقليل عدد البكتيريا الموجودة في أمعاء الطفل مثل أمه، ومن غير المعروف نسبة الضرر في ذلك، ولا ينبغي أن تشعر الأمهات اللائي يحتجن إلى عملية قيصرية بالقلق، إذ يجب تقييم الآثار الإضافية على الصحة على المدى الطويل قبل اتخاذ القرار".