صحة عقلك

علوم

اختر الأطعمة التي تتناولها بعناية فهي تؤثر على شعورك وحالتك النفسية

4 أيلول 2020 03:01

فكر قليلا في الأمر، عقلك يعمل طوال الوقت دون توقف، فهو يقوم بالتحكم بأفكارك وحركاتك وتنفسك ودقات قلبك وحواسك، إنه يعمل بجد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، حتى أثناء نومك.


هذا يعني أن عقلك يحتاج إلى إمداد مستمر بالوقود، والذي يأتي من الأطعمة التي تتناولها، لذلك فإن ما يحتويه هذا الوقود يحدث فرقاً كبيراً في أداءه، وببساطة، ما تأكله يؤثر بشكل مباشر على بنية ووظيفة عقلك، وفي النهاية على مزاجك وحالتك النفسية.

حيث أن تناول الأطعمة عالية الجودة التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة يغذي الدماغ ويحميه من الإجهاد التأكسدي، المعروف باسم (الجذور الحرة)، والتي تنتج كفضلات عندما يستهلك الجسم الأكسجين، والذي يمكن أن يتلف الخلايا.

لسوء الحظ، يمكن أن يتضرر دماغك إذا ما تناولت أي شيء آخر غير الأطعمة الصحية التي تحتوي على المواد الغذائية التي يحتاجها عقلك، فإذا ما واصلت تناول الأغذية المصنعة والدهون المكررة ووصلت محتوياتها إلى الدماغ، فإن قدرته على التخلص منها تكون ضعيفة. حيث أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات المكررة على سبيل المثال، ضارة بالدماغ بشكل قد لا تتخيله، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى اضطراب تنظيم الأنسولين في الجسم وتعزيز الالتهاب والإجهاد التأكسدي.

وتوصلت دراسات متعددة مؤخراً إلى وجود علاقة بين اتباع نظام غذائي غني بالسكريات المكررة وضعف وظائف الدماغ، وإلى تفاقم أعراض اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب أيضاً. فإذا كان دماغك محروماً من تغذية جيدة النوعية، أو إذا كانت الجذور الحرة أو الخلايا الالتهابية المدمرة تنتشر داخل المساحة المغلقة للدماغ، مما يساهم بشكل أكبر في إصابة أنسجة المخ، فمن المتوقع حدوث عواقب صحية وخيمة، والمثير للاهتمام هو أنه لسنوات عديدة، لم يعترف المجال الطبي تماما بالصلة بين الحالة المزاجية والطعام.

ولحسن الحظ، فإن المجال المزدهر للطب النفسي الغذائي أصبح يكتشف اليوم أن هناك العديد من العواقب والارتباطات بين ليس ما تأكله وما تشعر به أو كيف تتصرف فحسب، بل وفي أنواع البكتيريا التي تعيش في أمعائك.

• كيف تؤثر الأطعمة التي تتناولها على شعورك وحالتك النفسية؟

من المعروف أن السيروتونين هو ناقل عصبي يساعد على تنظيم النوم والشهية وتحديد الحالة المزاجية وتثبيط الألم في الجسم. ونظراً إلى أن حوالي 95٪ من السيروتونين يتم إنتاجه في الجهاز الهضمي المبطّن بمئة مليون خلية عصبية، فمن المنطقي أن العمليات الداخلية للجهاز الهضمي لا تساعدك على هضم الطعام فحسب، بل وفي توجيه عواطفك أيضاً.

علاوة على ذلك، فإن وظيفة هذه الخلايا العصبية التي تتمثل في إنتاج الناقلات العصبية مثل السيروتونين، تتأثر بشكل كبير بمليارات البكتيريا "الجيدة" التي تشكل الميكروبيوم المعوي، والتي تلعب دوراً أساسياً في صحتك.

حيث أن تلك البكتيريا الجيدة في الأمعاء تحمي بطانة الأمعاء وتضمن أنها توفر حاجزا قويا ضد السموم والبكتيريا "الضارة"، وهي تحد من الالتهاب وتحسن مدى امتصاصك للعناصر الغذائية من الطعام، وتنشط المسارات العصبية التي تنتقل مباشرة بين القناة الهضمية ودماغك.

كما وقارنت الدراسات الحميات التقليدية، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط و النظام الغذائي الياباني التقليدي، بالنظام الغذائي الغربي النموذجي، وقد أظهرت أن خطر الإصابة بالاكتئاب كان أقل بنسبة 25٪ إلى 35٪ لدى أولئك الذين يتبعون نظاما غذائيا تقليدياً.

ويفسر العلماء هذا الاختلاف بأن هذه النظم الغذائية التقليدية تميل إلى أن تكون غنية بالخضروات والفواكه والحبوب غير المصنعة والأسماك والمأكولات البحرية، وتحتوي على كميات متواضعة من اللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان أيضاً. كما أنها خالية من الأطعمة المصنعة و المكررة والسكريات، و هي عناصر أساسية في النظام الغذائي الغربي.

النهضة نيوز