العلماء يتساءلون عن كيفية تفاعل فيروس كورونا مع الانفلونزا في ظل اقتراب موسمها

العلماء يتساءلون عن كيفية تفاعل فيروس كورونا مع الانفلونزا العلماء يتساءلون عن كيفية تفاعل فيروس كورونا مع الانفلونزا

مع اقتراب بدء موسم الإنفلونزا السنوي، لا يزال من غير الواضح كيف سيتفاعل فيروس الإنفلونزا مع فيروس كورونا إذا ما كان الشخص مصابا بكلا الفيروسين في آن واحد.


ورأى الأطباء في جميع أنحاء العالم بعض المرضى الذين ثبتت إصابتهم بفيروس الأنفلونزا والفيروس كورونا التاجي المستجد معاً، وتم الإبلاغ عن عشرات الحالات على الأقل، وعلى الرغم من أن هذا ليس عدداً كبيراً، نظراً لأن أكثر من 26 مليون شخص أثبتت إصابتهم بفيروس كورونا التاجي المستجد حتى الآن.

ومع ذلك، يقول الدكتور مايكل ماثي، أستاذ الطب بجامعة كاليفورنيا بولاية سان فرانسيسكو الأمريكية: "من الممكن تماماً ومن المحتمل أن يصيب الفيروسان مريضاً في نفس الوقت أو بشكل تتابعي، حيث أنه قد يصاب في الشهر الأول بأحدهما ثم بالآخر في الشهر التالي أيضاً".

بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور ماثي إلى أن كلا الفيروسين يمكن أن يسببا التهابا خطيرا في الرئتين، مما يجعل عملية التنفس صعبة على المريض، وقال: "من المحتمل أن تكون شدة الفشل التنفسي أكبر عند الإصابة بكلا الفيروسين في نفس الوقت. كما أن الإصابة بمرضين متتاليين يستهدفان الرئتين من شأنه أن يجعل فشل الجهاز التنفسي أكثر حدة".

بشكل عام، تعد العدوى المشتركة شائعة عندما يتعلق الأمر بأمراض الجهاز التنفسي. وقد أجرت الدكتورة هيلين تشو، الأستاذة المساعدة في الطب بجامعة واشنطن في سياتل، دراسات لفحص الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية لمجموعة متنوعة من الفيروسات.

وتقول الدكتورة تشو: "غالباً ما نجد إصابة مريض بأكثر من فيروس واحد في وقت واحد، لكن هذا لا يعني بالضرورة وجود أكثر من عدوى نشطة. حيث يمكن أن تصيب العدوى الثانية الشخص في نهاية مرضه الأول، لذلك لم تعد تظهر عليه أعراض منه، ولكن لا يزال بالإمكان اكتشاف فيروس غير قابل للحياة في عيناته".

بالإضافة إلى ذلك، نظرت إحدى الدراسات في الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا التاجي المستجد، وقد وجدت أن حوالي 20 ٪ منهم قد أثبتت إصابتهم بفيروس واحد على الأقل في الجهاز التنفسي، مثل فيروس البرد الشائع، أو الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والذي يمكن أن تكون خطيرة عند الرضع وكبار السن.

كما وتشير الأبحاث السابقة إلى أن الفيروسات يمكن أن يكون لها تفاعلات معقدة عند اصابتها لشخص ما في نفس الوقت، بحيث أنه قد لا يفعل الفيروس الإضافي أي شيء على الإطلاق، أو يمكنه أن يجعل العدوى الأساسية أكثر خطورة أو ربما يكون له نوع من التأثير الوقائي قصير المدى أيضاً.

كما وتقول الدكتورة سارة ميسكيل، الأستاذة المساعدة لطب الأطفال وطب الطوارئ في كلية بايلور للطب في هيوستن: "هناك العديد من الدراسات من جميع أنحاء العالم حول هذا الأمر، ولكن التي تبحث في الاشتراك بين عدوى فيروس كورونا والانفلونزا نادرة جداً، ومن الصعب حقاً معرفتها. في حين أن بعض الأبحاث الوبائية تظهر أن فيروسات الجهاز التنفسي يمكن أن تتنافس مع بعضها البعض بطريقة تعني أن أحد الفيروسات يمكنه كبح انتشار فيروس آخر أحياناً".

بالإضافة إلى ذلك، تقول الباحثة تانيا ميورا، عالمة الفيروسات بجامعة أيداهو، أنه عندما انتشر فيروس إنفلونزا وبائي جديد في عام 2009، تأخر انتشاره بين بعض السكان الذين كانوا يعانون من تفشي فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى في ذلك الوقت. كما ويظهر عملها مع حيوانات المختبر أن الإصابة بفيروس خفيف في الجهاز التنفسي يمكن أن يوفر بعض الحماية من الإصابة بفيروس مختلف وأكثر حدة بعد يومين من الإصابة.

وبحسب الأطباء، تجدر الإشارة إلى أن التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية سيحمي الناس من الضربة المزدوجة من الإصابة بالأنفلونزا وفيروس كورونا، وسيقلل العدد الإجمالي لحالات الإنفلونزا أيضاً، وذلك من شأنه أن يساعد نظام الرعاية الصحية في مكافحة والتعامل مع مرض تنفسي خطير واحد.

النهضة نيوز