تقارير وحوارات

الثلاثينية التي فقدت أزواجها الثلاثة وتخشى على مصير الرابع: أرواحهم تطاردني

4 أيلول 2020 19:02

فقدت السيدة الأفغانية تاج بيبي أزواجها الثلاثة واحداً تلو الأخر، وبيبي هي أم لخمسة أطفال و في الثلاثينيات من عمرها، ترتدي دائما زي "تشادوري"، و هو حجاب أفغاني تقليدي أزرق يغطي الجسم بالكامل، وتعيش الشابة أجواء الحزن "مربعة" وبدت الهموم واضحة عليها وهي تتحدث مع مراسل "إذعة أفغانستان الحرة" التي تنقل "النهضة نيوز" عنها هذا التقرير.

وتتذكر بيبي زواجها الأول قبل 18 عاما تقريبا، الذي كانت تعيش معه في منطقة تدعى ماروارا، وهي حي يقع في بيئة جبلية نائية في مقاطعة كونار شرقي أفغانستان، وتقول أنها حلمت بحياة سعيدة مع زوجها الأول والذي كان يدعى فتح الرحمن، ولكن فقر عائلته و انعدام فرص العمل دفعه للانضمام إلى الجيش الأفغاني المنشأ حديثا عام 2003.

تتابع الأرملة المكلومة سرد قصتها: "في العام التالي، قتل زوجها في اشتباك مع المتمردين و تركها وحيدة لقدرها. و تماشياَ مع العادات المحلية البشتونية ، تزوجت بيبي من شقيق الرحمن الأصغر رحيم الله، و الذي كان أيضا جنديا في الجيش الأفغاني و قتل في عام 2013، ثم تزوجت بيبي من الأخ التالي محب الله الذي كان أيضا جنديا و قتل عام 2017.

و الآن تزوجت بيبي من الأخ الرابع لأزواجها الثلاثة الراحلين، وهو مثلهم ، يعمل كجندي مشاة في الجيش، قد فقد شقيق آخر على قيد الحياة بصره أثناء القتال ، كما أن الأسرة مترددة في مشاركة أسمائهم لحماية هويتهم.

وقالت بيبي لإذاعة أفغانستان الحرة: " لقد انضموا جميعا إلى الجيش بسبب الفقر المدقع، فأهل أزواجي ليس لديهم أرض، و الرجال في الأسرة ليس لديهم سوى القليل من التعليم أو المهارات القابلة للتسويق في المنطقة النائية. حيث أن حياتنا الآن ليست سوى حزن لا ينتهي، الله هو أملي الوحيد في الوقت الذي أقوم فيه بتربية أولادنا ".

وتتابع زوجة الاخوان الأربعة مؤكدة على أنها كلما سمعت صدى الطلقات النارية داخل منزلهم المستأجر و المبني من الطين في زاوية نائية من منطقة "مروارة"، كانت صور أزواجها المتوفين تطاردها في يقظتها و أحلامها.

و أضافت : " دائما ما كنت أدعو الله أن يحمي زوجي و عائلتنا " ، مضيفة أنه بالإضافة إلى التزامها بالعادات المحلية المتمثلة في زواج الأرملة من شقيق زوجها المتوفى ، إلا أنها لا تريد أن تتخلى عن والدها و حماتها ، و أضافت : " آمل أن أربي أطفالنا حتى يتمكنوا من عيش حياة أفضل ".

ويقول محمد الرحمن، والد زوجها، ان فقدان أبنائه الثلاثة حطم روحه، حيث كان يتحدث والدموع تنهمر على خديه بينما كان ينظر إلى صورهم و هم يرتدون زي الجيش الأفغاني .

و قال الوالد الذي يبلغ الستينات من العمر، وهو يبكي: " الله وهبني هؤلاء الأبناء ثم استعادهم ، لقد كسر هذا الحزن ظهري و زاد من فقرنا، فنحن ما زلنا لا نملك منزل حتى الآن ".

وأضاف الرجل أن أفضل أمل له الآن هو أن يتمكن أحفاده من العيش في أفغانستان سلمية و آمنة ، قائلا : " بعد أن فقدت أبنائي الثلاثة و رؤية ابني الأخير يصاب بالعمى، ولكنني لا أتمنى الموت أو الأذى لأي أفغاني آخر أيضا . حيث أن أملنا هو أن نتمكن جميعا من العيش في سلام دون القلق باستمرار بشأن القتل أو الحزن على أحبائنا ".

بالإضافة إلى ذلك ، يقول حليم جول ، و هو زعيم قبلي في ماروارا ، أن سكان المنطقة يشعرون بالحزن على المآسي التي اضطرت عائلة الرحمن لتحملها ، و قد قال لإذاعة أفغانستان الحرة : " إننا نشعر بالأسف تجاههم ، و لكن ليس هناك الكثير مما يمكننا فعله لمساعدتهم للأسف ".

النهضة نيوز - ترجمة خاصة