يسبب التشتت ويؤثر على عمل الدماغ.. إليكم ما يفعله إدمان الانترنت بعقول المراهقين والشباب

يسبب التشتت ويؤثر على عمل الدماغ.. إليكم ما يفعله إدمان الانترنت بعقول المراهقين والشباب

يعتقد ما يصل إلى 87 ٪ من المدرسين الأمريكيين أن الإنترنت يخلق جيلا شابا مشتتا ، فهل هذا صحيح حقا ؟ في الحقيقة، لا يوجد دليل قاطع على أن المستويات النموذجية لاستخدام الإنترنت تضر بأدمغة المراهقين، و ذلك وفقا لمراجعة جديدة شملت ما يصل إلى 134 دراسة بهذا الشأن . و على العكس من ذلك ، فإن التقرير الذي سينشر في مجلة Trends in Cognitive Science العلمية ، قد وجد بعض الإيجابيات المرتبطة بالاستخدام العادي للإنترنت.

حيث تستند العديد من القصص المخيفة حول تأثيرات الإنترنت على الدماغ إلى دراسات تتعلق بالاستخدام المفرط للإنترنت، والتي تؤثر على ما يصل إلى 5% فقط من المراهقين، ومن المؤكد أن التصور بأن استخدام الإنترنت يؤدي إلى تشتيت انتباه الجيل الشاب قد جاء غالبا من قبل المدرسين و الآباء بالدرجة الأولى .

يقول تقرير نشرته " مجلة Spring" وترجمته "النهضة نيوز" إن: "من بين 2462 معلما أمريكيا في المدارس المتوسطة و الثانوية الذين شملهم الاستطلاع من قبل مركز "بيو" للأبحاث ، شعر 87٪ منهم أن استخدام الإنترنت على نطاق واسع قد تسبب في خلق جيلا يشتت انتباهه بسهولة مع فترات اهتمام قصيرة، وقد شعر 88٪ منهم أن طلاب اليوم لديهم إدراك مختلف تماما للمهارات بسبب التقنيات الرقمية التي نشأوا عليها".

و مع ذلك، فلا يوجد دليل ثابت و مؤكد على أي آثار ضارة للإنترنت على القوى المعرفية للشباب، أو على أي جانب من الجوانب الأخرى من تطورهم و نموهم المعرفي. ففي الواقع ، تشير هذه المراجعة إلى بعض فوائد استخدام الإنترنت ، فقد وجدت الدراسات أنه قد تم ربط الاستخدام العالي للإنترنت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عاما بمزيد من المشاركة في أنشطة العالم الحقيقي مثل النوادي و الرياضة.

كما وثبت أيضا أن التواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت يحسن الترابط الاجتماعي بين المراهقين و يحل مشكلة الخجل المصاحبة لفترة المراهقة ، و يمكن أن يساعدهم في حل العديد من المشكلات بسبب الترابط المعرفي و الشبكي لملايين المعلومات المتبادلة على الشبكة العنكبوتية التي يسهل الوصول إليها.

أما بالنسبة إلى الاستخدام المفرط للإنترنت، أو ما يسميه العلماء باسم "إدمان الإنترنت" ، فإليك ما يجب أن تعرفه عن الأمر، فالتقرير يقول: " بعد مرور ما يصل إلى 25 عاما على اختراع شبكة الويب العالمية ، فقد تغيرت طريقتنا في التفاعل مع بعضنا البعض و تفاعلنا الجماعي . حيث أنه من المحتمل أن يتطلب التنقل الناجح في هذا العالم الجديد مهارات جديدة ، و التي ستنعكس في بنيتنا العصبية و الإدراكية على مستوى ما . و مع ذلك ، فلا يوجد حاليا أي دليل يشير إلى أن استخدام الإنترنت له أو لم يكن له تأثير عميق على نمو الدماغ ".

و أكمل التقرير : " فالجواب الحقيقي لما يفعله الإنترنت بأدمغتنا هو أنه يعتمد على ما نقوم به مع الإنترنت . فكروا بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك على سبيل المثال للحظة ، حيث أن هناك جميع أنواع الأشياء التي يمكنك القيام بها ، مثل البحث عن الأصدقاء القدامى ، أو ممارسة الألعاب ، أو البحث عن محتوى رائع ، أو البقاء على اتصال مع الأصدقاء ، أو إلقاء نظرة على الصور العشوائية التي ينشرها الآخرين . كما أن إبداع الأشخاص في استخدام الخدمات المتوفرة عبر الإنترنت يسبق معرفتنا بما تعنيه و كيف تؤثر علينا . ففي الواقع ، لقد بدأنا للتو في رؤية دراسات تقدم مزيدا من المعلومات حول الفروق الدقيقة لما يفعله الأشخاص على الإنترنت و كيف يمكن أن يكون ذلك مفيدا أو ضارا ".

النهضة نيوز - ترجمة خاصة