علوم

تأثير فيروس كورونا التاجي المستجد على النساء و الأطفال

فريق التحرير

17 أيلول 2020 17:44

غالبا ما تكون التأثيرات التي تخلفها الأزمات غير محايدة بين الجنسين على الإطلاق، و جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد ليست استثناء أيضا .

فقد أدت الجائحة الفيروسية العالمية إلى زيادة معدلات العنف ضد المرأة ووضعت العديد من العراقيل والتحديات أمامها للوصول إلى العدالة، بالإضافة إلى فقدان النساء سبل عيشهن أسرع من الرجال أيضا.

فالملايين من النساء يتحملن مسؤولية غير متناسبة فيما يتعلق تقديم الرعاية الصحية، حيث وجدت العديد من النساء أنفسهن غير قادرات على الوصول إلى وسائل منع الحمل وغيرها من خدمات الصحة الجنسية والإنجابية كما و يتوقع خبراء الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 13 مليون حالة زواج أطفال أخرى يمكن أن تتم على مدى السنوات العشر القادمة بسبب الإغلاق العام وإغلاق المدارس ونقص خدمات تنظيم الأسرة جنبا إلى جنب مع التحديات الاقتصادية المتزايدة في ظل استمرار الجائحة الفيروسية .

والجدير بالذكر أن النساء والفتيات اللواتي يصنفن ضمن المجتمعات المهمشة و الأقليات معرضات للخطر بشكل خاص ، ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال ، النساء السود يكن أكثر عرضة للوفاة بسبب الاصابة بفيروس كورونا أربع مرات من النساء البيض .

كما وتعرض جائحة فيروس كورونا الكثير من التقدم العالمي نحو تحقيق المساواة بين الجنسين و الذي قضى الآلاف من الناشطين والناشطات المجتمعات حياتهم في الوصول إليه للخطر .

حيث تقول ماري روبنسون ، مسؤولة مجموعة الحكماء، و هي منظمة من القادة العالميين المستقلين المدافعين عن حقوق المرأة و الإنسان ، و التي شكلها نيلسون مانديلا : " إنني أسعى دائما لخدمة رؤية مانديلا لعالم يسوده السلام و العدالة و حقوق الإنسان من خلال عملي جنبا إلى جنب مع المحامية الرائدة في مجال حقوق الإنسان ، هينا جيلاني، التي أسست أول مكتب محاماة للنساء في باكستان ، و غراسا ماشيل المناضلة لا تكل من أجل تعليم المرأة و تحريرها .

إننا نشعر جميعا بقلق عميق من أن النساء يتحملن بالفعل العبء الأكبر من التداعيات الاجتماعية و الاقتصادية لفيروس كورونا التاجي المستجد، و أن هذا الوباء قد يعمق الصدع في عدم المساواة بين الجنسين ".

و تضيف : "إننا نحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس منظمتنا و الاعلان عن منهاج العمل الخاص بنا، حيث التزم ممثلو جميع الدول البالغ عددها 189 دولة بالمشاركة الكاملة و المتساوية للمرأة في الحياة السياسية و المدنية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية . لقد قطعنا خطوات إيجابية في السنوات الخمس و العشرين الماضية، حيث أن عدد الفتيات اللواتي أصبحن يكملن المدرسة الابتدائية أكثر من أي وقت مضى، كما و انخفضت نسبة الشابات المتزوجات في سن الطفولة على الصعيد العالمي من 1 من كل 4 فتيات إلى حوالي 1 من كل 5 فتيات ".

و أكملت : " ومع ذلك ، و كتقرير رئيسي للاحتفال بالذكرى السنوية ، فإننا نحتاج الآن إلى خارطة طريق جديدة لتعزيز المساواة بين الجنسين تعتمد على حكمة و خبرة النساء الرائدات من جميع القطاعات ، فضلا عن الأصوات الجديدة الشابة . خاصة و أن الجائحة الفيروسية قد كشفت بشكل صارخ عن أوجه عدم المساواة الأساسية ، وذكرتنا جميعا بأن الحقوق المكتوبة على الورق ليست بالضرورة حقوقا يتم ممارستها و تطبيقها .

إنني أشعر بخيبة أمل إزاء التقدم البطيء في التمثيل السياسي و القيادي للمرأة، حيث يوجد الآن في خمسة عشر بلدا نساء في أعلى مركز للسلطة السياسية ، بارتفاع لا يجاوز 5 أشخاص عن عام 1980، فلا يزال تمثيل النساء في البرلمانات أقل من 25 % في المتوسط .

كما و يبدو أن هذا التمثيل الناقص للمرأة في مناصب السلطة و النفوذ السياسي يتكرر داخل فرق عمل مكافحة فيروس كورونا.

و مع ذلك ، فقد رأينا أن البلدان التي تقودها النساء قد أظهرت نجاحا باهرا في التعامل و إدارة الأزمة الصحية ".

لقد أظهر لنا التاريخ أن الأزمات يمكن أن تنتج أيضا بعض التغيرات الزلزالية، فالناشطة الشيوعية الألمانية روزا لوكسمبورغ معروفة بكونها أحد أعظم الناشطات النسويات في التاريخ ، فقد ناضلت من أجل الحرية في بولندا و ألمانيا خلال و قبل و بعد الحرب العالمية الأولى، حيث ناضلت لما يزيد عن قرن، حيث قالت : " إن الحرية دائما تكون حرية لمن يفكر بشكل مختلف ".

فالآن و أكثر من أي وقت مضى، نحتاج إلى التفكير بشكل مختلف في العدالة و المساواة بين الجنسين ، و بينما يرسم العالم مسارا لمستقبل ما بعد الجائحة ، نحتاج إلى الاعتماد على قوتنا الجماعية لإعادة التفكير و ضبط و بناء عالم أفضل للأجيال القادمة .


النهضة نيوز - بيروت