لقاء جمع قيادات في حركة حماس وفتح في مدينة اسطنبول التركية

تقارير وحوارات

حماس وفتح في "بلاط السلطان": ضرورات تفرضها المواجهة مع دحلان

24 أيلول 2020 14:23

فجأة طار وفدي فتح وحماس إلى تركيا لعقد لقاءات جديدة ستبحث في مستقبل المصالحة، الصورة الأولى التي نتجت عن الاجتماع يظهر فيها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وإلى جانبه لفيف من القيادات الفتحاوية، بينهم يقف صالح العاروري وهو نائب مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس.

برسم الذهول، يطرح الفلسطينيون الأسئلة من جديد، عن الهدف من هذه الخطوة، وعن مدى واقعية أن تثمر هذه الاجتماعات عن شيء، خصوصاً وأن جولات طويلة من التفاهمات، احتضنتها عواصم مثل القاهرة والدوحة وموسكو وحتى الحرم المكي، ولم تسفر عن توقيع اتفاق المصالحة، ما الذي جرى إذاً ؟

ما يجري اليوم، هو محاولة اصطفاف جديدة، اضطر إليها الرئيس محمود عباس، بعد تلويح الأمريكيين باستخدام ورقة القيادي الفتحاوي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، الممول والمدعوم إماراتيا، ليشغل منصب الرئاسة عوضاً عن أبو مازن، الذي تسببت مواقفه الأخيرة التي اعترض فيها على التطبيع الإماراتي البحريني مع الاحتلال، بردة فعل عنيفة من الرباعية العربية ومعها الولايات المتحدة.

يحاول "أبو مازن" تحصين نفسه وقطع كل الطرق على "دحلان"، من خلال تجديد شرعية الوضع القائم، إذ يتباحث المجتمعون في إسطنبول في إمكانية اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، تظهر فيها الحالة البرلمانية والرئاسية أمام المجتمع الدولي وقد تكللت بغطاء شرعي، خصوصاً وإن شرعية كلاً من المجلس التشريعي الفلسطيني والرئاسة، انتهت منذ سنوات.

لماذا إسطنبول؟

تدرك مؤسسة الرئاسة الفلسطينية العواقب التي يمكن أن تتركها خطوة كتلك، لكن، تركيا وقطر، هي الدول المتوفرة في الوقت الحالي لاستضافة حدث كهذا، إذ انه ووفق ما هو معروف، فإن دولاً مثل مصر والإمارات والسعودية، التي أضحت اليوم محوراً واحداً، يمثل لهم محمد دحلان الذي يتخذ من الإمارات مقراً له، حليفاً و "أداة" يمكن استخدامها وتعويمها فلسطينيا وعربياً، لبسط النفوذ على الملف الفلسطيني؛ لذا فإن خطوة مواجهة هذا المخطط، كان لابد أن تبدأ في أرض دولة خصم لهذا المحور.

لكن ،وما كل الجدل القائم في الوقت الحالي، لا يبدو أن ثمة نتائج عملية سيفرزها هذا الحراك، خصوصاً وإن أبو مازن ينتهج في استراتيجية عمله مبدأ التخلص من الضغوط، إذ يتعامل مع كل الأحداث على نحو تكتيكي غير جدي، يعقد اجتماعاً في بيروت، ليواجه تطبيع الإمارات ويستخدم الفصائل في تجديد شرعيته، يلاقي ضغطاً من الاتحاد الأوروبي، فيعود إلى الفصائل، يلتقيها في تركيا، هو يريد من كل ما يحدث، أن يحصل على الصورة، دون نتائج، ودون قرارات، ودون ثمار يبنى عليها خطوات يمكن أن تغير من الوقائع الحالية، إذ أن التقسيمة الراهنة، هي الواقع الأمثل، الذي تنصب كل جهوده في مواجهة كل من يحاول تغييره.

النهضة نيوز - فريق التحرير