توصلت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين تكون أمهاتهم مصابات بالقلق أو الاكتئاب، يمكن أن يكون لديهم معدل ضربات قلب أعلى من المعتاد، كما ويمكن أن يعرضهم ذلك لمشاكل صحية طويلة الأمد خلال حياتهم.
وقال الباحثين الألمان القائمين على الدراسة في ملاحظات أساسية أن التفاعل بين الأم والرضيع يلعب دوراً مهماً في النمو الصحي للطفل، لكن الأمهات المصابات بالاكتئاب أو القلق أو اكتئاب ما بعد الولادة قد يكونن باردات أو بعيدات عاطفيا عن أطفالهن.
وبدوره قال الباحث فابيو بلانكو دورموند من جامعة هايدلبرج: "لقد وجدنا أنه إذا ما كانت الأم مصابة بالقلق أو الاكتئاب، فإن طفلها يكون لديه استجابة فسيولوجية أكثر حساسية للتوتر أثناء الاختبار من أطفال الأمهات الأصحاء".
خلال هذه الدراسة الأولية، قام الباحثون بتقييم 50 أما مع أطفالهن ووجدوا أنه عندما تقلل الأم القلقة أو المكتئبة اهتمامها ومودتها لطفلها، يرتفع معدل ضربات قلب الطفل بمعدل ثماني ضربات في الدقيقة أكثر من أطفال الأمهات الأصحاء.
وقال بلانكو دورموند في بيان صحفي لمؤتمر الكلية الأوروبية للأدوية العصبية والنفسية: "على حد علمنا، هذه واحدة من المرات الأولى التي شوهد فيها هذا التأثير الجسدي عند الرضع بعمر 3 أشهر. حيث أنه يمكن أن يغذي هذا الأمر أنظمة الإجهاد الفسيولوجي الأخرى، مما يؤدي إلى مشاكل نفسية دائمة في نهاية الأمر".
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الأمهات المصابات بالقلق أو الاكتئاب كن أكثر عرضة للقول أن أطفالهن يعانون من مزاج صعب. ومع ذلك، يجب أن يتكرر إجراء مثل هذه الدراسات والأبحاث مع عينة أكبر للتأكد من أن النتائج متسقة ودقيقة.
تعليقًا على الدراسة، قالت فيرلي بيرجينك ، مديرة برنامج الصحة العقلية للمرأة في كلية الطب في إيكان في جامعة ماونت سيناي بمدينة نيويورك، والتي لم تشارك في الدراسة: "هذا العمل يعني أنه من المهم تشخيص و علاج اضطرابات الاكتئاب والقلق لدى الأمهات الجدد، لأن لها تأثيرا فوريا على نظام الإجهاد لدى الطفل".
تم إصدار نتائج الدراسة مؤخرا في الاجتماع السنوي الافتراضي لمؤتمر الكلية الأوروبية لعلم الأدوية العصبية والنفسية، وقال الباحثون أنه يجب اعتبارها نتائج أولية حتى تتم مراجعتها من قبل الأقران وليتم نشرها في مجلة طبية مرموقة.
النهضة نيوز