في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان في المدة الأخيرة، هناك أبطال حقيقون يزرعون الأمل والنجاح في الليل المظلم.
شاب في مقتبل العمر استطاع أن يرفع اسم لبنان عالياً، محققاً بطولة العالم متغلباً على قدره ليصبح اليوم رقماً صعباً في عالم الرياضة.
محمد فخر الدين بطل رياضة الفنون القتالية المختلطة، حقق مؤخراً فوزاً باهراً على نظيره البرازيلي دانيال غوشو، ليحرز لقب الوزن المتوسط في اتحاد BRAVE COMBAT يحل اليوم ضيفاً على النهضة نيوز ليخبرنا عن تجربته بعد أن حصد لقب عالمي :
-بدايةً مُبارك حصولك على لقب بطولة العالم، أخبرني عن شعورك عندما تلقّيت النّتيجة؟
الشّعور رائعٌ خاصّةً أنّني استطعت أن أُعيد الإبتسامة لوجه كلّ فرد من أفراد عائلتي وجميع اللبنانيين والمحبّين.
-حدّثني عن التّحضيرات للبطولة، وكم أخذت من وقتك؟
التّحضيرات كانت على مستوى عالٍ، ومدتها ثلاثة أشهر، كنت في الفترة الصباحيَّة أتمرّن ساعةً ونصف، وفي المساء كان التّدريب يأخد مني ساعة تقريباً- والحمد للَّه- لم يذهب تعبنا سدى، كما كنّا نتمرّن مرتين في الأسبوع ملاكمة، ومرتين مصارعة، وثلاث مرات لياقة بدنية، ومرتين MMA.
-وما الجائزة التي حصلت عليها؟
الجائزة التي حصلت عليها فعليّاً ليس لها قيمة ماديّة، قيمتها معنويّة فقط، ولكنّي سعيدٌ وفخورٌ بها ولأني كنت أوّل عربي لبناني يحصل على لقب بطولة على مستوى العالم.
-يشاع بأن الأبطال اللبنانيين لا يتلقّون الدّعم اللازم من قبل الدولة، وذلك بسبب وضع البلد المتردي والفساد في القطاعات كافة، ما هي مطالبك كرياضي لبناني أو ماذا ينقص الرياضة في لبنان من متطلبات إذا أردت التّحدث بلسان جميع الرياضيين؟
الأبطال اللبنانييون مظلومون إعلاميّاً، فضلاً عن أنّهم لا يتلقون أيّ دعم ماديّ من الدّولة، ولا أود القول بأنّ الذي يحصل هو فساد؛ لأنَّ جميع الدّول يوجد فيها فساد، لكن في لبنان يوجد إهمال وعدم اهتمام بالرياضة، وهذا هو سبب عدم حصولي على الدعم اللازم، ولست أنا فقط من يشعر بذلك بل جميع الرياضيين اللبنانيين فهم يطالبون بدعم معنوي ومادي حتّى يستطيعون التحضير للمباريات.
-تداولت مواقع التّواصل الإجتماعي، أنّك حققت البطولة رغم الإصابة التي تتعرّض لها، ما نوع هذه الإصابة وكيف تعرضت لها؟
الإصابة حصلت معي في إحدى المباريات، وأدّت إلى أضرار في ركبتي، لكن بعدها أجريت عمل جراحي ووضعي أصبح أفضل والحمدلله.
-من شجعك ودعمك خلال فترة التّحضير للبطولة، هل كان لأحد المقربين أو الأصدقاء دور إيجابي في وصولك إلى ما كنت تتمناه؟
كان لأهلي وأصدقائي دور مهمّ في وصولي إلى البطولة، وأود أن أوجه شكر لكلّ من تعب وتمرّن معي، وأخصّ بالذكر "يوسف وهبي، محمد كركي، محمد غربي، محمد عسايلي، حسن زرائد، امتيني زيدان، ايلي فرح، فراس عيد، محمود حمود، جورج عيد، جورج صهيون" فقد كانوا خير عونٍ لي خلال فترة التحضير.
- في عام ٢٠١٥ تداول خبر اعتزلك عن هذه الرياضة، فما حقيقة ذلك؟ وإن كنت فعلاً قد اعتزلت فما هي الاسباب التي أوصلتك لهذا القرار؟ وكيف عدت بعدها؟
أنا لم اعتزل كانت مجرد إشاعات ولم أعرف مصدرها، ولم ألتفت إليها على الإطلاق.
-بعد أن حصلت على لقب بطل العالم ماذا تتمنى بعد؟
بعد ذلك أعتقد أنّ من واجبي أن أدافع عن لقب بطولة العالم، وخصوصاً بعدما أسعدت قلوب كثر من أهل بلدي، ومن يحاول أن يأخذ اللقب مني بعد ذلك فلن يستطيع فشعاري هو "إما الموت أو البطولة" .
-كلمة أخيرة للشعب اللبناني في ظلّ الظروف التي الصّعبة التي تمرّ على البلاد؟
أتمنّى أن نكون يداً واحدةً في لبنان، وأن ننسى الطائفيّة والمشاكل السّياسيّة التي حدثت في الفترة الأخيرة فنحن شعب محبّ للسلام.
