فائدة العلاج بالصدمة الكهربائية للمصابين باضطراب ثنائي القطب

علوم

العلاج بالصدمة الكهربائية يمكن أن ينقذ حياة بعض المصابين باضطراب ثنائي القطب

26 أيلول 2020 11:40

اكتسب العلاج بالصدمات الكهربائية على مر السنين، والمعروف باسم "العلاج بالصدمة" سمعة سيئة بين الأوساط العلمية والمجتمعية بسبب سوء فهمه وتصويره في الأفلام والأدبيات العلمية غير الدقيقة.

لكن دراسة إيطالية جديدة تشير إلى أن هذه السمعة التي حظي بها هذا العلاج غير مبررة على الإطلاق، حيث وجد الباحثون أنه من بين المرضى المصابين باضطراب ثنائي القطب الذين يفشلون في الاستجابة للعلاجات القياسية، يمكن أن يكون العلاج بالصدمات الكهربائية منقذا لحياتهم، ويمنع تقلبات المزاج الخارجة عن السيطرة ويقلل من مخاطر الانتحار لديهم بشكل كبير.

وتتبعت هذه الدراسة، التي تعتبر الأكبر من نوعها، ما يصل إلى 670 بالغا إيطاليا خضعوا للعلاج بالصدمات الكهربائية لعلاج اضطراب ثنائي القطب في عيادة نفسية واحدة بين عامي 2006 و 2019.


العلاج بالصدمة الكهربائية 

وقال المؤلف الرئيسي الدكتور جوليو برانكاتي، وهو طبيب وخبير في الطب السريري والتجريبي في جامعة بيزا الإيطالية: "إن ما يهم في الدراسة هو أن ما نسبته 84٪ من المرضى الذين أظهروا مخاطر عالية للانتحار قبل العلاج بالصدمات الكهربائية لم يعودوا يعتبرون ذوي ميول انتحارية بعد هذا العلاج. وبشكل عام، أظهر ما نسبته 72٪ من المرضى استجابة جيدة للعلاج بالصدمات الكهربائية".

وبالنسبة لنحو ستة من كل 10 مرضى، كان العلاج بالصدمات الكهربائية يوفر الراحة من مجموعة من الأعراض المنهكة لهم، بما في ذلك الأوهام والنزعة إلى السلوك العدواني وعدم التعاون والحساسية العاطفية المفرطة وفرط النشاط البدني والبارانويا (الارتياب). كما وتم تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق لدى أكثر من ربع المرضى المشاركين في الدراسة.

واستناًدا إلى نتائج الدراسة، قال برانكاتي: "يجب اعتبار العلاج بالصدمات الكهربائية علاجًا قيما لعلاج المرضى ذوي الاضطرابات النفسية والعقلية الحادة، وخاصة تلك التي تتميز بالعصبية المفرطة والأرق والسلوك العدواني والشك الذي يمكن أن ينشأ عندما تتشابك أعراض الهوس والاكتئاب والهذيان مع بعضها البعض في عقل المريض".

بالإضافة إلى ذلك، لا حظ فريق الدراسة أن الاضطراب ثنائي القطب يصيب حوالي 1٪ من السكان، حيث يمكن أن يظهر على شكل نوبات من الهوس والاكتئاب، مما يؤدي إلى شعور عميق بالذنب وانعدام القيمة، وزيادة خطر الميل إلى الانتحار.

كما وأقر الدكتور برانكاتي بأن السمعة السيئة التي حظي بها العلاج بالصدمات الكهرائية لا أساس لها من الصحة، حيث قال:" ليس من الخطأ أن يتم استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية أحيانا إن لم تكن مؤذية أو تشكل خطرا على صحة المريض بشكل أساسي".

كما وأوضح برانكاتي أن العلاج بالصدمات الكهربائية في الوقت الراهن يتم على عكس ما كان يتم القيام به في الماضي، حيث يقوم به خبراء بعد وضع المريض تحت تأثير مزيج من التخدير العام ومرخيات العضلات، وهو ما يقلل بشكل كبير من مخاطر الكسور.

النهضة نيوز