اضطراب التفكك الشخصي: الغموض الذي يكتنف العقل

اضطراب التفكك الشخصي

 اضطراب التفكك الشخصي هو حالة نفسية معقدة يشعر فيها المصابون بأنهم منفصلون عن أنفسهم أو عن الواقع المحيط بهم، يصف كالوم أحد المصابين، إحساسه قائلاً: “كل شيء يبدو كالحلم، أعلم أنني هنا ولكنني أشعر أنني لست موجودا حقا.” هذه الحالة ليست مجرد شعور عابر، بل اضطراب يؤثر بعمق على حياة الأفراد ويجعلهم يتساءلون عن حقيقتهم.

أعراض اضطراب التفكك الشخصي وتأثيره على الحياة

يشعر المصابون وكأنهم خارج أجسادهم أو يشاهدون حياتهم من خلف زجاج، تتسم الأعراض بشعور مستمر بالغرابة وكأن العالم غير حقيقي أو مشوه، كما يعاني البعض من شعور دائم بالانفصال عن الواقع، يوصفه البعض بأنه كأن الشخص محاصر داخل فقاعة أو منفصل تماما عن محيطه.

القلق يلعب دورا كبيرا في إبقاء هذه الأعراض مستمرة، التفكير المفرط والخوف من الحالة يؤدي إلى تفاقم المشكلة، قد يجرون فحوصات طبية مكلفة بحثًا عن تفسير جسدي، لكن في النهاية يجدون أن الأمر نفسي بحت.

التحديات في التشخيص والتوعية

رغم انتشار الأعراض إلا أن اضطراب التفكك الشخصي لا يتم التعرف عليه بسهولة، الكثير من العاملين في مجال الصحة النفسية يفتقرون إلى التدريب الكافي لفهم هذه الحالة، مما يؤدي إلى تأخير تشخيصها، في كثير من الأحيان، يتم تشخيص المصابين بالاكتئاب أو القلق بدلاً من اضطراب التفكك الشخصي، مما يؤدي إلى علاجات غير فعالة، في المملكة المتحدة قد يستغرق التشخيص الصحيح ما بين 8 إلى 12 عاما، وهو وقت طويل يترك المصابين في معاناة دون دعم مناسب.

جهود لتحسين التشخيص والعلاج

بدأت مؤسسات خيرية مثل “Unreal” في تقديم تدريبات للمختصين لتحسين معرفتهم بهذا الاضطراب، كما يعمل الباحثون على تطوير علاجات نفسية موجهة خصيصا لهذه الحالة، التقدم في فهم كيفية تأثير اضطراب التفكك الشخصي على الدماغ قد يفتح آفاقا لعلاجات جديدة وفعالة.

الأمل في المستقبل

رغم تعقيد اضطراب التفكك الشخصي، فإن الجهود المبذولة لتحسين التشخيص والتوعية تمنح الأمل للمصابين، الوعي المتزايد بأعراضه وطرق علاجه يُعد خطوة هامة نحو تحسين جودة الحياة، من المهم أن يحصل المصابون على الدعم المناسب من المختصين والمجتمع.