يمكن تعريف الرهبة بشكل مبسط على أنها الاستجابة العاطفية ومشاعر الدهشة التي يمر بها الأشخاص عند رؤية شيء لا يمكنهم فهمه بالكامل، وقد ارتبطت الرهبة منذ فترة طويلة بصحة عقلية وجسدية أفضل، كما وتوصلت دراسة جديدة إلى أن القيام بجولة أسبوعية بسيطة في أحضان الطبيعة، بما يمكن وصفه على أنه "جولة الرهبة"، قد يساعد كبار السن على الانخراط بعمق أكبر في هذه المشاعر الإيجابية.
وفي الدراسة التي نشرت يوم الاثنين في مجلة Emotion العلمية المرموقة بجامعة كاليفورنيا، وصفت عالمة الأعصاب الدكتورة فيرجينيا ستورم وزملاؤها نتائج تجربة استمرت ثمانية أسابيع وشملت 52 من كبار السن بمتوسط عمر 75 عاماً، وكانوا جميعاً جزءاً من مشروع طويل الأمد دراسة الشيخوخة الصحية. بالإضافة إلى أن هذه الدراسة كانت جزءا من مشروع أكبر يدرس التدخلات منخفضة التكلفة لتحسين صحة الدماغ.
تقول ستورم: "لقد طلبنا من جميع الأشخاص المشاركين في الدراسة القيام بنزهة أسبوعية في الهواء الطلق لمدة 15 دقيقة، وتم تعيين نصف المشاركين في مجموعة مضبوطة و لم يتم إعطاؤهم أي تعليمات أخرى، في حين حصل النصف الآخر على تعليمات إضافية موجزة".
الرهبة
وتضيف: "عندما ذهبوا في نزهاتهم، أردنا منهم أن يحاولوا زيادة خبراتهم في الرهبة من خلال الاهتمام بالعالم من حولهم، والاستفادة من إحساسهم الطفولي بالتعجب من كل شيء لا يفهمونه. وفي بداية كل جولة ووسطها ونهايتها، كان المشاركون يلتقطون بعض الصور الذاتية لهم، وقاموا بملء استبيان موجز حول تأملاتهم بعد انتهاء كل جولة، بالإضافة إلى تقديم معلومات حول حالتهم العاطفية".
وخلال الدراسة، وجدت ستورم وزملاؤها أن المشاركين قد لاحظوا عددا متزايدا من الأشياء الإيجابية التي جعلتهم يشعرون بأنهم أكثر ارتباطا بالعالم والطبيعة. وقد ساعدهم ذلك على الشعور بالتحسن، حتى بعد مرور أيام من المشي.
المشي وعلاقته بالمشاعر الإيجابية
وعلى سبيل المثال، في الصور الذاتية التي أخذوها في كل جولة، كان المشاركون الذين يذهبون في نزهات ذات طابع رهبة بصورة متزايدة يأخذون ذاتية تضمنت المزيد من العالم والطبيعة المحيطة بهم في إطار الصورة، وكانت ابتسامتهم تبدو أكثر بروزا مع مرور الوقت أيضاً".
و بحسب ما قاله الباحثون، فإن نتائج هذه الدراسة تثبت أنه حتى التجارب القصيرة للرهبة تنتج مجموعة رائعة من الفوائد بما في ذلك الإحساس الموسع بالوقت وتعزيز مشاعر الكرم والرفاهية والتواضع والانتماء للعالم و الطبيعة الأم. كما أن تنمية مشاعر الرهبة تعزز المشاعر الإيجابية التي تعزز بدورها قدرات التواصل الاجتماعي وتقلل من المشاعر السلبية التي تسرع من التراجع أو الاكتئاب.
النهضة نيوز