أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وCopilot جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، حيث يستخدمها أكثر من نصف الأمريكيين وفقا لاستطلاع حديث، لكن هذه الأدوات قد تقلل من اعتمادنا على مهاراتنا العقلية الأساسية.
وصرح كوان فان بيلي مهندس برمجيات من بلجيكا: بعد أشهر من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وجدت نفسي عاجزا عن تذكر أساسيات البرمجة عندما انقطع الإنترنت، كما لاحظت تراجعا كبيرا في أداء المتدربين الذين توقفوا عن استخدام هذه الأدوات.
الذكاء الاصطناعي يقلل التفكير النقدي
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كارنيجي ميلون أن العاملين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي كانوا أكثر كفاءة لكنهم فقدوا جزءا من تفكيرهم النقدي، ووجدت دراسة أخرى أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى "تفريغ إدراكي"، حيث ننقل المهام العقلية إلى التكنولوجيا مما قد يضعف الذاكرة والقدرة على التحليل.
وكان الفيلسوف اليوناني سقراط أول من حذر من هذه الظاهرة عندما رفض الكتابة خوفا من إضعاف الذاكرة. واليوم يتكرر السيناريو مع كل تطور تكنولوجي من الآلة الحاسبة إلى GPS والآن الذكاء الاصطناعي.
طرق حماية العقل في عصر الذكاء الصناعي
وتشير الأبحاث إلى أن المشكلة ليست في استخدام الذكاء الاصطناعي بل في الإفراط في الاعتماد عليه، فعلى سبيل المثال الطلاب الذين يستخدمون الورق والقلم يحتفظون بالمعلومات أفضل من الذين يستخدمون الأجهزة اللوحية.
وفي تجربة أجرها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجد الباحثون أن نشاط الدماغ انخفض لدى الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي مقارنة بمن اعتمدوا على أنفسهم، لكن الاستخدام الذكي لهذه الأدوات كأداة مساعدة بعد بذل الجهد العقلي قد يكون مفيدا.
ويقول الباحثون إن المفتاح هو عدم التخلي عن المهارات الأساسية، مثل تعلم الرياضيات أو الكتابة لأنها تشكل الأساس لفهم العالم من حولنا، فالذكاء الاصطناعي قد يكون أداة قوية لكنه يجب أن لا يحل محل الإبداع البشري والتفكير النقدي.