اكتشف الباحثين مؤخرا أنه على عكس ما كان يعتقد في السابق، فإن الإبداع ليس حكرا على فئة الشباب وصغار السن، حيث توصلوا في دراسة جديدة إلى أنه يوجد هناك فترتين عمريتين يمكن أن يبلغ فيه الإبداء ذروته خلال فترة الحياة الافتراضية للشخص.
ويقول الباحثين أن أحد هاتين الفترتين يكون في منتصف العشرينات من العمر، بينما تأتي الفترة الثانية في منتصف الخمسينات، وهو ما لم يكن متوقعاً من قبل، على الرغم من أن هذه هي الفترات العمرية التي غالبا ما قام العديد من الأشخاص خلالها بأعمالهم الإبداعية وإنجازاتهم التي خولتهم للحصول على جائزة نوبل.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور بروس واينبرغ: "يعتقد الكثير من الناس أن الإبداع مرتبط بشكل حصري بسن الشباب، إلا أنه في الحقيقة يعتمد بشكل أساسي على نوع الإبداع الذي نتحدث عنه. حيث أن الأشخاص الذين يحققون إنجازات ويبدعون في أعمالهم من الناحية المفاهيمية والتقنية يميلون إلى كونهم في العشرينات من العمر. في حين أن الأشخاص الذين يبدعون في المجالات التجريبية والبحثية ويحصلون غالباً على جائزة نوبل لقاء إبداعهم غير المسبوق يميلون إلى أن يكونوا في الخمسينيات من العمر".
الابداع لا يرتبط بعمر معين
وأضاف البروفيسور واينبرغ: "إن بلوغك لذروتك الإبداعية في وقت مبكر أو متأخر من حياتك المهنية يعتمد بشكل أساسي على ما إذا كان لديك نهج مفاهيمي أو تجريبي. حيث أن السبب المحتمل في ذلك هو أن كونك جديدا في مجال ما يعتبر ضمن نهج المفاهيمي، أما النهج التجريبي فهو يعتمد على قضاء وقت طويل في العمل، والاستنباط الفكري ببطء للوصول إلى قمة الإبداع".
وبحسب الدراسة، فمن المرجح أن تأتي الأفكار الإبداعية الخلاقة من الشباب، لكن كبار السن دائما ما يكون لديهم المزيد من الوقت لإتقان فنهم والوصول إلى الإبداع الذي لا يوصف.
بالإضافة إلى ذلك، قارنت بعض الدراسات الأخرى بين التخصصات المختلفة للبحث عن ذرواتها الإبداعية. وقد وجدت أن الإبداع العلمي بشكل عام يبلغ ذروته بين منتصف الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من العمر.
النهضة نيوز