ابتكر عالم الجيولوجيا الجليدية جيسون برينر من جامعة بوفالو في نيويورك و زملاؤه جدولاً زمنياً رئيسياً، لتغيرات الغطاء الجليدي على مدى 12000 عام تقريباً في غرينلاند، و ذلك بدءاً من فجر عصر الهولوسين قبل 11700 عام و وصولاً إلى عام 2100 .
وجمع الباحثون في دراستهم تقنية محاكاة فيزياء المناخ و الجليد مع الملاحظات المأخوذة لمدى تشكل و ذوبان الصفائح الجليدية الماضية، والتي تميزت بشكل كبير لاحتوائها على الحصى التي غالبا ما وجدت على سواحل الأنهار الجليدية القديمة.
ووجد الباحثون أنه بحلول عام 2100، ستبدأ المساحات الجليدية في غرينلاند بالذوبان بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الـ 12000 عام الماضية، و ذلك وفقاً للتقرير الذي قدمه العلماء لمجلة Nature العلمية المرموقة.
فخلال الفترة الدافئة الماضية التي امتدت حوالي 10000 إلى 7000 عام ، فقدت غرينلاند مساحات جليدية بمعدل يصل إلى 6000 مليار طن متري كل قرن، ومنذ فترة التسعينيات ، كانت مساحات الجليد في غرينلاند تذوب بمعدل متزايد و بسرعة، حيث ساهمت المياه الذائبة من الغطاء الجليدي للجزيرة الآن بزيادة ما نسبته 0.7 ملم سنوياً، في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي .
وقال الباحثون إن وتيرة ذوبان الجليد هذه ستتسارع بشكل أكبر خلال القرن المقبل أيضا ، حيث أن ذلك يعتمد على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المستقبل ، ففي ظل سيناريو انخفاض الانبعاثات ، من المتوقع أن يصل متوسط فقدان الجليد إلى حوالي 8800 مليار طن في القرن بحلول عام 2100 . أما في ظل سيناريو ارتفاع الانبعاثات ، فيمكن أن يرتفع معدل الذوبان الجليدي إلى 35900 مليار طن في القرن.
و بحسب العالم بيرنر فإن "انخفاض تلك الانبعاثات يمكن أن تؤدي إلى إبطاء عملية الذوبان الجليدي هذه، بغض النظر عما تفعله البشرية، فإن الجليد سوف يذوب خلال هذا القرن بمعدل أسرع مما كان عليه خلال تلك الفترة الدافئة" .
مجلة Science News