أكدت أسرة الموسيقار والمايسترو الإيراني العظيم محمد رضا شجريان، ليلة أمس الخميس، وفاته بعد معركة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 80 عاماً.
وتجدر الإشارة إلى أن محمد رضا شجريان الذي كان معروفا في الأوساط الفنية والموسيقية باسم "أعظم مايسترو حي للموسيقى الفارسية الكلاسيكية"، وتم إدخاله إلى مستشفى جام في طهران الأسبوع الماضي بعد تدهور حالته الصحية بشكل خطير.
وقالت عائلة محمد رضا شجريان وأصدقائه أنه كان يكافح السرطان ومجموعة من مشاكل القلب والجهاز التنفسي التي تفاقمت خلال العام الماضي، مما تطلب دخوله المستشفى بانتظام.
محمد رضا شجريان
وبمجرد أن انتشر خبر وفاته، سادت حالة من الكآبة القاتمة على صناعة الموسيقى والمعجبين على حد سواء ي إيران، وهرع الكثير منهم إلى المستشفى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على المايسترو الأسطوري.
وبحسب ما ورد، سيتم نقله إلى مسقط رأسه مدينة مشهد في شمال شرق إيران لدفنه في وقت لاحق اليوم الجمعة.
وبدأ محمد رضا شجريان، الذي ولد في مدينة مشهد لعائلة فنية، علاقته بالموسيقى في سن الخامسة تحت وصاية والده الفنان. وفي عام 1960 صعد إلى الصدارة بسبب غنائه، وتخصص في النوع الكلاسيكي من الموسيقى الفارسية. كما وقام بتدريس الفنون الجميلة في جامعة طهران وعمل في الإذاعة والتلفزيون الوطنيين في إيران، واشتهر بتلاواته القرآنية الجميلة.
محمد رضا شجريان
بالإضافة إلى ذلك، اشتهر محمد رضا شجريان على نطاق واسع بعمله على الصعيدين الوطني والدولي، وفي عام 1999 حصل على ميدالية بيكاسو الذهبية من اليونسكو، وهو التكريم الذي يرغب فيه العديد من الفنانين العالميين. كما وحصل على عدة ترشيحات لجائزة جرامي في فئة "أفضل موسيقى عالمية" في عامي 2004 و 2006، وهو أول فنان إيراني يحقق هذا الإنجاز. وفي عام 2014، منحته الحكومة الفرنسية وسام جوقة الشرف لمساهمته في الموسيقى والفنون العالمية الكلاسيكية.
كما وعرف المايسترو الموسيقي بمواقفه السياسية القوية وأنشطته الإنسانية، وفي أعقاب نتائج الانتخابات الإيرانية في يونيو 2009، والتي أثارت الاضطرابات في إيران، دعم محمد رضا شجريان المتظاهرين بقوة.
وفي سبتمبر 2009، أصدر أغنية أحدثت ضجة كبيرة في إيران، حيث بدأت كلمات أغنية بقوة قائلة: "ألقي مسدسك، تعال، اجلس، تكلم، اسمع"، والتي كانت مرتبطة بشكل مباشر وصريح باحتجاجات يونيو 2009.
في شهر مارس 2016، كشف شجريان أنه يعاني من سرطان الكلى، وهو خبر صدم معجبيه في جميع أنحاء العالم، وقضى السنوات الأربعة الأخيرة من حياته في تلقي الرعاية الصحي والعلاج من السرطان.
والجدير بالذكر أن العديد من المعجبين والنقاد قد وصفوا خبر وفاته الصادم الذي تلقوه صباح اليوم الجمعة أنها تمثل نهاية حقبة بأسرها من الموسيقى الكلاسيكية الإيرانية.
النهضة نيوز