أفاد باحثون بريطانيون أن الأطفال الذين يبلغون سن البلوغ في وقت أبكر من الأطفال الآخرين معرضون بشكل متزايد لإيذاء أنفسهم في سن المراهقة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور إليستان روبرتس الباحث في جامعة بريستول بالمملكة المتحدة: "إن دراستنا هي الأولى التي تبحث في العلاقة بين توقيت البلوغ وإيذاء النفس باستخدام مقياس موضوعي لتوقيت البلوغ عند الأولاد، حيث أنه من المهم معرفة سبب تزايد إيذاء النفس بين الشباب لنتمكن من تقديم المساعدة لأولئك الذين قد يكونون أكثر عرضة للخطر".
وأضاف: "ما زلنا لا نعرف الكثير عن الآثار النفسية للبلوغ المبكر عند الأولاد، وذلك لأن توقيت البلوغ لدى الذكور يصعب قياسه، لذا ستكون نتائجنا مهمة للمساعدة في تقليل مخاطر إيذاء النفس لدى الأولاد وكذلك بين الفتيات".
الأثار السلبية للبلوغ المبكر لدى الأطفال
كما وقالت المؤلفة المشاركة للدراسة، الدكتورة بيكي مارس من كلية الطب بجامعة بريستول، أن العوامل البيولوجية مثل نمو الدماغ أو التغيرات الهرمونية أو العوامل النفسية الاجتماعية مثل التنمر أو تعاطي المخدرات أو الاكتئاب قد تكون مترابطة للغاية فيما بينها.
وقالت مارس: "بمجرد أن نفهم الأسباب التي تجعل الأطفال الذين يبلغون في وقت مبكر أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم بشكل أفضل، سنتمكن من تصميم و تنفيذ آليات و تدخلات محددة لتقليل خطر إيذائهم لأنفسهم".
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت البيانات المأخوذة من أكثر من 5000 فتى و فتاة بالمملكة المتحدة أن البلوغ المبكر قد أدى إلى زيادة مخاطر إيذاء النفس عند بلوغ سن 16 عام لدى الأولاد، أما بالنسبة للفتيات، فقد استمر الخطر حتى مرحلة البلوغ والرشد.
وأظهرت دراسات سابقة أن أولئك الذين يصلون إلى سن البلوغ في وقت مبكر هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب، لكن هذه الدراسات ركزت بشكل كبير على الفتيات أو مجموعة صغيرة من الفتيات و الفتيان.
كما ولاحظ الباحثون في دراستهم أن هذه النتائج لا تظهر السبب و النتيجة المباشرة للأمر، ولكنها تظهر أن هناك ارتباطا موجودا و تؤكد على وجود اختلافات كبيرة في المخاطر بين الجنسين فيما يتعلق بهذا الأمر أيضاً.
النهضة نيوز