تركز البحث عن الحياة الفضائية حتى الآن على الكواكب القريبة من كوكبنا في النظام الشمسي، وعلى الكواكب التي تدور حول نجوم بعيدة عن متناولنا ومتناول مراصدنا الفلكية.
ومنذ اكتشاف أول كوكب خارج المجموعة الشمسية في عام 1992، قال علماء الفلك أن هناك عدداً أكبر من الكواكب الموجودة وأكثر من النجوم التي تنتشر في سمائنا الليلية أو التي نراها كل مساء.
وكشفت بعثات فضائية عملاقة مثل Kepler و TESS التابعين لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا عن آلاف من هذه العوالم البعيدة على أمل أن نتمكن من إلقاء نظرة خاطفة على شكلها الخارجي من أجل اكتشاف البصمات الحيوية المحتملة التي يمكن أن تكون مؤشرا على وجود حياة هناك.
والآن، اقترح اثنان من علماء الفلك في الولايات المتحدة أنه إذا ما كانت لدينا الوسائل لرؤية هذه العوالم، فإن الحضارات الفضائية المحتملة يمكن أن يكون لديها الوسائل والتقنيات اللازمة لرؤيتنا أيضا. فإذا كانت هناك حضارة أو شكل من أشكال الحياة المتقدمة الموجودة في مكان ما بين النجوم، فمن المحتمل أننا قد تم رصدنا بالفعل من قبلها.
الفضائيين يمكن أن يكونوا قد رصدونا بالفعل
وحددت البروفيسورة ليزا كالتنيجر، الأستاذة المساعدة ومديرة معهد كارل ساجان بجامعة كورنيل، والباحث الفيزيائي جوشوا بيبر، الأستاذ المساعد للفيزياء في جامعة ليهاي في بنسلفانيا، ما يصل إلى 1004 نجماً قريباً من كوكبنا يشبه في تكوينه وطاقته شكل وتكوين الشمس، واقترحا أنه من الممكن أن تدور حولها بعض الكواكب الشبيهة بكوكب الأرض داخل ما يسمى بالمنطقة الصالحة للسكن، حيث تكون الظروف مهيأة لوجود الماء السائل على السطح.
والجدير بالذكر أنه تم العثور على كل هذه النجوم على بعد 300 سنة ضوئية من كوكب الأرض، مما يعني أنها قريبة بما يكفي بالنسبة لنا لمسح ودراسة الكواكب التي تدور حولها بحثا عن البصمات الحيوية وأدلة وجود الحياة هناك. بالإضافة إلى وجود احتمالية أن تكون تلك الكواكب واقعة على خط رؤية مباشر من كوكب الأرض، مما يعني أن الكائنات الفضائية المحتمل وجودها هناك يمكنها أن تقوم بمراقبة و دراسة عالمنا بحثا عن علامات حيوية أو وجود حياة أيضاً.
وقالت البروفيسورة كالتنيجر: "دعونا نعكس وجهة النظر المعتادة من خلال النظر بشكل خاص من منظور سكان الكواكب التي تدور حول النجوم الأخرى، ونسأل أنفسنا من أي نقطة نظر يمكن لأولئك الفضائيين أن يجدوا الأرض ككوكب عابر ويراقبوه. فإذا كان المراقبون يبحثون عنا من هناك، فسيكونون قادرين على رؤية علامات المحيط الحيوي في جو النقطة الزرقاء الباهتة لكوكبنا، مما يفسر قدرتنا على رؤية بعض ألمع تلك النجوم في سماء الليل بدون مناظير أو تلسكوبات".
النهضة نيوز