تمكن العلماء من رصد علامات تحذيرية مبكرة للانفجارات البركانية عبر تحليل تغيرات الغطاء النباتي حول البراكين باستخدام صور الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا، ويعد هذا الابتكار نقلة نوعية في تعزيز أنظمة الإنذار المبكر خاصة أن 10% من سكان العالم يعيشون في مناطق مهددة بخطر الثورات البركانية، ومن المتوقع أن تساهم هذه التقنية في إنقاذ آلاف الأرواح لا سيما في المناطق الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية.
الأشجار تكشف عن نشاط البراكين
عندما تتحرك الماغما في القشرة الأرضية قبل الثوران البركاني تطلق غازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه الأشجار القريبة فتصبح أوراقها أكثر خضرة ونضارة وتلتقط الأقمار الصناعية مثل "لاندسات8"هذه التغيرات الدقيقة مما يتيح للعلماء رصد النشاط البركاني قبل فترة من حدوث الانفجار.
ووفقا للباحث روبرت بوغ من جامعة مكغيل فإن الأشجار تعمل كأجهزة استشعار طبيعية للغازات البركانية خاصة في المناطق النائية التي يصعب فيها تركيب أجهزة المراقبة الأرضية.
تحديات رصد الإنذارات المبكرة
بالرغم من أن غاز ثاني أكسيد الكبريت يرصد بسهولة من الفضاء فإن ثاني أكسيد الكربون المنبعث في المراحل الأولى من النشاط البركاني يكون خافتا جدا مما يصعب تمييزه عن المستويات الطبيعية في الغلاف الجوي ولذلك يوضح فلوريان شواندنر عالم البراكين في مركز أميس التابع لناسا: إننا نحتاج إلى دمج بيانات الأقمار الصناعية مع القياسات الأرضية لتحسين دقة الإنذارات.
البيانات الفضائية تنقذ الأرواح
وفي عام 2018 نجحت الفلبين في إخلاء أكثر من 56 ألف شخص قبل ثوران بركان مايون بفضل أنظمة المراقبة المحسنة، ويأمل العلماء اليوم في تعميم هذه التقنية باستخدام الأقمار الصناعية لمراقبة المزيد من البراكين النشطة حول العالم خاصة في المناطق النائية.
وبالرغم من عدم وجود مؤشر واحد يمكنه التنبؤ بدقة بالثورات البركانية لكن مراقبة تأثيرات الغازات البركانية على الأشجار عبر الأقمار الصناعية قد تكون حركة ثورية تساهم في تغيير مبدأ أنظمة الإنذار المبكر كما يقول شواندنر: إن هذا لن يكون الحل السحري لكنه سيساعدنا في إنقاذ المزيد من الأرواح.
وبفضل التعاون بين ناسا والمؤسسات البحثية قد تصبح الإنذارات المبكرة للبراكين أكثر دقة وسرعة في المستقبل القريب.