صحيفة "اسرائيلية": صفقة التطبيع الإسرائيلية-السودانية إنجاز إقليمي يختلف عن اتفاقات السلام الأخرى

أخبار

صحيفة "اسرائيلية" تبين المكاسب المرجوة من اتفاق التطبيع السوداني "الاسرائيلي" لكلا الجانبين

25 تشرين الأول 2020 13:34

في ضوء مقال مترجم من نقابة الأخبار اليهودية يشرح فيها المكاسب المتبادلة بين السودان و"اسرائيل" من توقيع اتفاق التطبيع جاء فيه: 

أن الإنجاز الرئيسي لمعاهدة السلام الإسرائيلية-السودانية ليس إنجازا ثنائيا فحسب ، بل هو انجاز إقليمي هام ، حيث أن دولة أخرى قد خرجت من دائرة الصراع مع "إسرائيل" و توقفت عن كونها منطقة ساخنة للنشاط السياسي و الأمني ضدها .

فعلى عكس اتفاقيات السلام التي عقدتها "إسرائيل" مؤخرا مع كل من الإمارات العربية المتحدة و مملكة البحرين ، فإن الاتفاقية التي عقدت مع السودان ليس لديها الكثير لتقدمه من الناحية الاقتصادية ، حيث أنه ليس لدى السودان ما يصدره إلى إسرائيل ، و بالنظر إلى خزائن ولاية الخرطوم ، من المشكوك فيه ما إذا كان بإمكانه استيراد الكثير من إسرائيل أيضا .

كما أنه ليس هناك أي شك في أن بعض الصفقات التجارية يمكن أن تلوح في الأفق ، و التي ستشمل في الغالب صفقات شراء التقنيات الإسرائيلية في مجالات المياه و الزراعة و الغذاء ، و التي ستساعد في دخول السودان إلى القرن الحادي و العشرين ، و لكن من المرجح أن تظل التجارة العامة بين البلدين صغيرة نسبيا مقارنة بالدول الأخرى .

و مع ذلك ، فإن اتفاق السلام مع السودان يقدم لإسرائيل ثلاث منافع لا تقل أهمية عن المنفعة الاقتصادية التي ستجنيها الدولة اليهودية من الإمارات و البحرين ، و التي تتمثل في :

• أولا : من الناحية الدبلوماسية ، فهذا يعني أن دولة أخرى كانت معادية لإسرائيل في السابق قد اعترفت بها الآن و ستقيم علاقات دبلوماسية و تجارية كاملة معها . و هذا يتجاوز مجرد الأهمية التصريحية ، فهو يعني أن دولة جديدة لن ستصوت ضد إسرائيل في المنظمات و المحافل الدولية ، ولن تنضم بعد الآن إلى الجهود لفرض المقاطعات أو العقوبات على الدولة اليهودية .

• ثانيا : من وجهة نظر عربية إسلامية ، تعني الاتفاقية حدوث انحراف آخر في جدار المعارضة التي تواجهها إسرائيل في العالم العربي و السودان . حيث أعلنت جامعة الدول العربية في عام 1967 بشكل متصلب عن اتفاقية "اللاءات الثلاثة" ، و التي تعني :" لا للاعتراف و لا للتفاوض و لا للسلام مع إسرائيل " ، لكن السودان قد أصبحت الآن خامس دولة عربية تعترف بإسرائيل ، و مما سيؤدي إلى تقويض فكرة أن أي تقدم بين العالم العربي و إسرائيل يرتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية .

• ثالثا : القضية الأمنية . فليس من قبيل الصدفة إدراج السودان في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب ، حيث أن هناك العديد من المجموعات الإرهابية التي تعتبر السودان موطنا لها ، بالإضافة إلى حفاظ الخرطوم على علاقات وثيقة و قوية مع إيران .

فقد رست السفن الإيرانية بانتظام في موانئ السودان أثناء رحلاتها البحرية لنقل أي شيء بداية من الصواريخ و قذائف الهاون و وصولا إلى الصواريخ المضادة للدبابات و المتفجرات و الأسلحة إلى حزب الله في لبنان و حركة حماس و الجهاد الإسلامي في قطاع غزة .

و بحسب بعض التقارير الإعلامية الأجنبية ، فقد أحبطت إسرائيل جهود التهريب هذه في عدة مناسبات مختلفة في السابق .

و قد أدى هذا النشاط إلى تقليص نطاق الإرهاب المنبثق من السودان بشكل كبير ، و لكن يبدو الآن أن الاتفاقية الجديدة ستجعل من الممكن زيادة إحكام السيطرة على أي نشاط إرهابي متمركز أو يمكن أن ينطلق من الأراضي السودانية .

و بالتالي ، فإن هذه الصفقة الجديدة توجه ضربة كبيرة للمنظمات الإرهابية ، و خاصة لراعيها الرئيسي في المنطقة " إيران " حسب ما ذكرت الصحيفة، التي لا شك أنها قلقة بشأن العدد المتزايد من طرق التهريب التي يتم تطويقها ، فضلا عن العدد المتزايد من الدول الإسلامية التي تختار البحث عن السلام مع اسرائيل بدلا من البقاء في حالة حرب معها .

فبلا شك ، ستعمل طهران على إيجاد طرق تهريب جديدة لمواصلة مساعدة وكلائها في لبنان و غزة ، و من المؤكد أن آية الله خامنئي سيفعل ما في وسعه للضغط على القادة العرب حتى لا يسيروا على خطى الإمارات و البحرين و السودان في التطبيع مع إسرائيل .

بالإضافة إلى ذلك ، تدور معركة دبلوماسية وراء الكواليس حول ولاء قطر ، حيث تحاول الولايات المتحدة و إسرائيل التوسط في التقارب بين قطر و المملكة العربية السعودية في محاولة لإبعاد الدوحة عن المحور الإسلامي الراديكالي الذي تقوده تركيا .

و إذا ما أثبتت هذه الجهود فعاليتها ، فإن الدول الراديكالية ستصبح أكثر عزلة من أي وقت مضى ، و سوف ينقسم الشرق الأوسط بوضوح شديد بين "الأخيار" و "الأشرار" .

المصدر : نقابة الأخبار اليهودية