علماء الآثار يجدون في كهوف التبت دليلاً على وجود سلف غامض

منوعات

في هضبة التبت ... علماء آثار يعثرون على دليل وجود سلف غامض للإنسان

4 تشرين الثاني 2020 14:06

من خلال العمل في درجات حرارة دون الصفر في أحد الكهوف المقدسة الواقعة في أعالي هضبة التبت ، اكتشف باحثون من أستراليا مخبئاً يحتوي على بعض الأدوات الحجرية و عظام الحيوانات و الحمض النووي من إنسان الـ " دينيسوفان " ، و هو أحد أسلاف البشر المعاصرين الأكثر غموضاً. حيث ساهم أبناء عمومتهم من إنسان الـ "نياندرتال" بحوالي 5 % من الحمض النووي للسكان الأصليين الأستراليين ، و مع ذلك لم يعثر العلماء على أحفورة واحدة كاملة من قبل ، بل كانوا يجدون بعض أجزاء الأصابع و الفك فقط .


سلف غامض أحدث اكتشافات علماء الآثار :


و بحسب ما قاله العلماء ، فنحن نعلم فقط أن أسلافنا أولئك قد عاشوا في جميع أنحاء آسيا منذ ما بين 45000 و 400000 عام ، و قد عاشوا غالبا على ارتفاعات ، لا يستطيع معظم البشر المعاصرين البقاء على قيد الحياة فيها ، ثم واجههم البشر المعاصرون بعد فترة من مغادرتنا إفريقيا ، ثم اختفوا ، ولم يتركوا أي أثر تقريبا .

بالإضافة إلى ذلك ، ربط علماء الآثار في عام 2019 بشكل مبدئي جزءً من عظم الفك الموجود في أحد كهوف إنسان الـ " دينيسوفان " ، و لكن العديد من الخبراء كانوا متشككين في أصلها ، حيث لم يكن هناك دليل على الحمض النووي الخاص بهم لتأكيد اكتشافهم .

و الآن ، عاد الباحثون بدراسة جديدة نشرت في مجلة Science العلمية ، بدعم من فريق من المتخصصين الأستراليين ، و هذه المرة لديهم الحمض النووي الذي يثبت نظريتهم و اكتشافهم ، حيث قالت الأستاذة المشاركة كيرا ويستواي ، أخصائية المقارنة الأثرية بجامعة ماكواري : " إنها ضربة قاسية لكل ما سبق ، فالمطابقة التي قمنا بها متجانسة تماما . كما و تثبت هذه الدراسة أن هناك طريقة جديدة للقيام بأبحاث علم الآثار ، فبدلا من البحث عن الحفريات في باطن الأرض ، يمكن سحب الحمض النووي البشري القديم من الأرض و دراسته بمفرده ".

و الجدير بالذكر أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن شجرة عائلتنا كبشر لها العديد من الفروع المختلفة ، و هي تنثني على نفسها و تتداخل بشكل متشابك للغاية . فقد غادر الإنسان الحديث إفريقيا ربما قبل 200 ألف سنة من الآن ، و لكنهم لم يتجهوا إلى الأرض بشكل عشوائي ، حيث كان العالم يعج بالفعل بأنواع أخرى من البشر ، بداية من إنسان الـ" نياندرتال " و الـ "دينيسوفان" ، و وصولا إلى إنسان الـ "فلوريس" الذي يشبه إنسان الـ"هوبيت" القزم الموجود في إندونيسيا .

و بحسب ما أثبته العلم المعاصر ، فسكان التبت المعاصرين على سبيل المثال ، يحملون جينات إنسان الـ " دينيسوفان " ، الأمر الذي يسمح لهم بالازدهار و العيش على ارتفاعات عالية . و قد قال البروفيسور بو لي ، البروفيسور المساعد بجامعة ولونغونغ ، المتخصص في التطابق الوراثي- التاريخي بالفريق : " عندما خرج جنسنا من إفريقيا ، و كان في طريقه إلى أستراليا ، التقينا بإنسان الدينيسوفان في مكان ما في آسيا ، و قد تزاوجنا معهم ، و حملنا بعض المعلومات الجينية منهم و نقلناها إلى أحفادنا ".

و قد تساءل : " الآن اختفت كل تلك الأنواع من البشر البدائيين . فلماذا بقينا على قيد الحياة بينما انقرضت جميع الأنواع الأخرى ؟ ما الذي جعلنا مميزين للغاية ؟ " .

الجدير بالذكر أنه قد تم اكتشاف جزء عظام الفك الذي يبلغ عمره أكثر من 160 ألف عام من كهف بيشيا كارست ، الواقع في قاعدة منحدر أبيض يرتفع 3280 مترا فوق مستوى سطح البحر . و هي منطقة تعتبر ملاذ آمنا للرهبان البوذيين ، حيث يتم السماح لعلماء الآثار بالدخول إليها لبضعة أيام فقط في السنة ، بشرط أن تكون زيارتهم في الليل و في منتصف الشتاء عندما تنخفض درجة الحرارة إلى 18 درجة تحت الصفر .

فباستخدام تقنية جديدة دقيقة يشبهها الباحثون بعملية "صيد الحمض النووي" ، تمكن الباحثون من استخراج الحمض النووي لإنسان الدينيسوفان من أربع طبقات رسوبية تعود إلى ما بين 45000 و 100000 عام في قاع الكهف .


وكالة Stuff