ما هي الضوضاء البيضاء وهل تساعد حقا في النوم

منوعات

الضوضاء البيضاء المساعدة على النوم قد تضر أكثر مما تنفع

9 تشرين الثاني 2020 00:33

سواء أكانت الضوضاء البيضاء عبارة عن أصوات الطبيعة التي تحدث جوار المنزل أو أنين مجفف الشعر أو صوت الطنين المستمر لمروحة السقف، فقد تم تنزيل العديد من تطبيقات الضوضاء البيضاء بواسطة ملايين الأشخاص حول العالم على أمل الحصول على نوم أفضل ليلاً من خلال الاستماع إلى تلك الأصوات التي يشعر العديد منا أنها تشعرها بالهدوء والراحة. ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى عدم وجود دليل جيد على أنها تعمل كما نعتقد، بل وربما تزيد الأمور سوءاً وتعقيداً أيضاً.


وفي الحقيقة، تعرف الضوضاء البيضاء الحقيقية بأنها الصوت الهائج لجميع الترددات التي يمكن أن يسمعها البشر عند إطلاقها بشكل عشوائي وبنفس الشدة.

وفي السنوات الأخيرة، تم تطوير العديد من التطبيقات والأجهزة التي تستخدم تلك الأصوات أو غيرها من الأصوات المريحة، مثل طنين المروحة أو الأمواج المتلاطمة، و ذلك بهدف مساعدة الناس على الخلود إلى النوم .

و الجدير بالذكر أن تلك التطبيقات قد حققت نجاحا باهرا حقا، فقد تم تنزيل تطبيق Bedtime Fan ، المتوفر على أجهزة Apple ، لأكثر من 3 ملايين مرة ، في حين أن تطبيق White Noise Generator الذي يعمل على أجهزة Android قد تم تنزيله أكثر من مليون مرة بالفعل .

بالإضافة إلى ذلك، يشير الباحثين إلى أن إحدى النظريات التي ساهمت في نجاح تلك التطبيقات هي أنها تساعد على التغطية على الأصوات المزعجة الأخرى مثل ضوضاء الشوارع، والتي تمنعنا من النوم، في حين أن النظرية الأخرى هي أن الاستماع إلى نفس الصوت كل ليلة قد يؤدي إلى نوع من استجابة تسمى "بافلوفيان"، حيث يتعلم الناس ربط الصوت بالنوم. ولكن هل تعمل هذه التطبيقات حقاً كما نسعى من خلال استخدامها؟

الضوضاء البيضاء المساعدة على النوم

وقام ماتياس باسنر، بروفيسور الطب النفسي في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا، وزملاؤه بمراجعة الأدبيات العلمية بشكل منهجي، حيث حللوا 38 دراسة بحثت في استخدام الضوضاء كوسيلة مساعدة على الخلود إلى النوم.

وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة على أن الضوضاء البيضاء المستمرة قد قللت من الوقت الذي يستغرقه الأفراد للخلود إلى النوم، إلا أن جودة الأدلة كانت ضعيفة للغاية، وقد اقترحت دراسة واحدة على الأقل أن الضوضاء قد تؤدي إلى مزيد من اضطراب النوم مع مرور الوقت.

وقال البروفيسور باسنر، الذي نشرت دراسته في مجلة Sleep Medicine Reviews العلمية المعنية بالنوم: "إذا كان بإمكان هذه التطبيقات أو الأجهزة فعل أشياء جيدة فقط، فلن أهتم حقا بشأنها. ولكن لأنه قد تكون هناك عواقب سلبية لاستخدامها، فسأكون حذراً عند استخدامها ولن أوصي بها على نطاق واسع، لأنه لا يوجد دليل أنها تعمل بالفعل".

بالإضافة إلى ذلك، أوضح البروفيسور أنه يشعر بالقلق إزاء الآثار السيئة المحتملة لعدم السماح للجهاز السمعي بالانغلاق والحصول على الراحة بين عشية وضحاها، على الرغم من أن هذا أيضا لم يتم اختباره بعد.

وقال: "عندما نتعرض للأصوات والضوضاء البيضاء، فإن الأذن الداخلية تترجم ذلك إلى إشارات عصبية يتم تفسيرها بعد ذلك بواسطة الدماغ.

وهي عملية نشطة للغاية وتحفز ما يسمى بالأيضات، والتي ثبت أن بعضها ضار بالأذن الداخلية. ولهذا فإننا نعتقد أنه ينبغي لنا جميعا الحصول على فترة يمكن أن يهدأ فيها الجهاز السمعي ويتجدد ويستعد لفترة الاستيقاظ التالية".

النهضة نيوز