علوم

دراسة تفيد بأن إدمان المواد الأفيونية يسبب فقدان البصر

10 تشرين الثاني 2020 18:50

أفادت دراسة جديدة أن وباء إدمان وتعاطي المواد الأفيونية المستمر في الولايات المتحدة الأمريكية يكلف أعدادا متزايدة من المدمنين بصرهم. حيث توصل باحثون إلى أن عدد مدمني المخدرات الذين أصيبوا بعدوى في العين تهدد حاسة النظر لديهم تضاعف أربع مرات بين عامي 2003 و 2016.


وقال كبير الباحثين الدكتور ديفيد هينكل، الأستاذ المشارك في طب العيون والعلوم البصرية في جامعة ويست فيرجينيا: "لأي سبب من الأسباب، فإن هذه الالتهابات والعدوى غالبا ما تكون قريبة من مركز الرؤية الرئيسي. ومن الشائع للغاية أن يفقد المرضى بصرهم، فحتى إذا ما نجحت في علاج العدوى وتطهير العين والقضاء عليها، وغالبا ما يترك المرضى مع ندوب يمكن أن تؤدي إلى عدم استعادة قدرتهم على الرؤية بشكل كامل".

بالإضافة إلى ذلك، أوضح الدكتور هينكل أن التهابات العين هذه ناتجة عن البكتيريا أو الفطريات التي تغزو مجرى الدم من خلال استخدام الإبر القذرة والملوثة.

كما ووجد الدكتور هينكل وزملاؤه حدوث زيادة مطردة في التهابات العين بين مدمني المخدرات، وأنها قد زادت بعد عام2010.

تعاطي المواد الأفيونية

كما وأشار الدكتور هينكل إلى أن هذا هو العام الذي لاحظ فيه المنظمون ارتفاع معدلات تعاطي العقاقير الطبية، الأمر الذي دفعهم لاتخاذ خطوات لتضييق الخناق على وصف الأدوية الأفيونية على مستوى البلاد. حيث تحول مدمنو المواد الأفيونية الموصوفة طبيا بعد ذلك إلى تعاطي الهيروين والأدوية الاصطناعية مثل الفنتانيل، و التي تعتبر أرخص ثمنا و يمكن الحصول عليها بسهولة أكبر، والتي عادة ما يتم حقنها .

وقال: "عندما تتعاطى المخدرات عن طريق الوريد، غالباً ما يستخدم الأشخاص نفس الإبرة التي استخدمها شخص آخر أو يعيدون استخدام هذه الإبر مرة بعد أخرى، كما أنهم لا ينظفون جلدهم عند الحقن، مما يسمح لأي بكتيريا أو فطريات موجودة على جلدنا بدخولها مباشرة وبشكل سهل إلى نظامنا الحيوي عبر الأوردة".

كما وقال الدكتور ريتشارد روزين، جراح الشبكية في مستشفى نيويورك للعين والأذن في ماونت سيناي، أن مسببات الأمراض التي يتم حقنها في مجرى الدم من خلال تعاطي المخدرات الوريدية يمكن أن تنتشر إلى العديد من الأعضاء المختلفة، مما يتسبب في كثير من الأحيان في التهابات في صمامات القلب والدماغ والأعضاء الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما تكون العينين من أولى الأعضاء التي تتأثر بشكل ملحوظ بهذه العدوى، الأمر الذي يمكن ملاحظته لأن الشخص يبدأ بالمعاناة من انخفاض قدرة الرؤية، وهو يعتبر مؤشرا على حدوث عدوى في أجزاء أخرى من الجسم أيضاً".

كما وقال كل من روزين وهينكل أن العدوى البكتيرية أو الفطرية غالبا ما تدخل العين من خلال المشيمية، وهي الطبقة الغنية بالدم من الأوعية الدموية التي تقع أسفل الشبكية وتغذيها.

وقال هينكل: "العين لديها تدفق دم مرتفع للغاية، وبالتالي، يكون للعين أعلى تدفق للدم مقارنة بأي جزء آخر من أجزاء الجسم، فمن الشائع للغاية أن تجد العدوى طريقها إلى مؤخرة العين. وبمجرد دخولها إلى العين، يمكن أن تنتشر إلى شبكية العين وتسبب ضرراً لا يمكن إصلاحه للرؤية".

في حين قال روزين: "شبكية العين حساسة للغاية، فهي عبارة عن غشاء رقيق بسمك قطعة من الورق، وهي في الحقيقة مكونة من الأنسجة الدماغية، وليس هناك الحاجة لفعل الكثير من الأشياء للإضرار بها وجعلها تفقد وظيفتها بكل سهولة، فهي حساسة للغاية".

بالإضافة إلى ذلك، أشار الدكتور هينكل إلى أن بعض المرضى قد يصل بهم المطاف إلى الحاجة إلى استئصال مقلة العين بالكامل، حيث قال: "هناك بعض المرضى الذين يجب استئصال عيونهم بسبب القلق من انتشار العدوى داخل تجويف العين وإلى الدماغ، مما قد يؤدي إلى عدوى مميتة".

النهضة نيوز