ولد في الابيض يحلم ان يعود الى النهر

منوعات

ولد في الابيض يحلم ان يعود الى النهر

أحمد هاتف

17 تشرين الثاني 2020 16:21

لم يأت ذاك الضوء .. خذل مخيلتي وكسر يد أحلامي " ثقيل هو الحلم حين يكون العالم من وحل ". 

ولد بشعر طويل يعرف تماماً وجوه الاوزات في الأنهار .. ويدرك أين يختبئ الرمان .. ولد المدرسة التي تعض أيادي الصغار وتحمي زهرة الختمه .. تلك المدرسة التي تتصابى كلما ظهر مطر في الشارع القريب .... وتنسى وحلها على أقدامنا. 

كان الحلم أن لايأتي الصبح لأن الوسادة يقلقها مشي الفجر في الزقاق .. والديكة تشتم الشمس .. وأمي تلاعب تبرمها من حديث الجارة .

لم يأتِ الضوء .. رغم أن نهراً كان يمر في الليل .. وشجرة كانت تتخطى في العتم وضفادع تنق وصراصر تقدح .. حتى أن العصافير كانت تخرس أولادها لأن الشجرة لم تعد طيبة. 

كنت على قميص الليل الاعب زره القمري واترقبهم يأتون من نهر بين غيمتين .. ليحملوني الى ال " هناك "، حيث الأشجار تقرأ الشعر والانهار تغير الوانها كل صباح والكتب شفرات في عقول الرجال والحمام يسابق البشر قرب ملمس الغيوم .. كنت أريد أن أذهب الى قبر رامبو واساله كيف كتب كل تلك الترهات وباع جسده .. ربما كنت ساجده يتسكع في المرفأ حاملاً كتبا تافهة .. 

كنت أحلم بحصان يطير ونوارس تغني وبحر يفرك يدي .. وطعام يتحدث عن نكهته وماء ساخنا وكرات كثيرة .

ذات مرة كنت أريد أن يجمع لي الاتي عقول العالم لأكون حكيمه ومجنونه .. فكرت كيف ساحكم السماسرة والخونة والعاهرات والفلاسفة والمغنين 

كنت سالون الصبح بتلاوين ناصعة واجبر المعلمين الا يفيقوا مبكرا واطيل عمر الطفولات وأسرق الكثير من برد الشتاء وجحيم الصيف .. كي يظل الصبية يلعبون على ضفة النهر حين تتكاسل الشمس. 

اجلس الآن وأحلم بذاك الصبي وأريد أن يعيد لي الشجرة ولون القمر والسكون وشعره الكثيف كالغابات

مررت بالمدرسة وبكيت فقد هرمت ولم تعد هناك زهرة ختمة. 

النهضة نيوز