من يقطف " أنفاس الصمت" سوى نبض اللغة على عراءات السطر، اللغة التي هي " صمت فسيح " فضاء تتشابك فيه الريح ووجيب الروح ، انكماش السكون وتمدد الرسم.
الرسم الذي هو صمت عال منطوق، الذي هو نطق اللا صوت، وحدها اللغة لاتجف، حتى حين "يرتبك الرواء ويتصاهل العطش وتتيبس أكف الطين ويتشقق الخشب".
لأنها " ثرثرة وحكمة وغنج وانخطاف وتجدد وعطف وزعل"، اللغة هي " صمتنا الحي" قدرتنا على " عيش الكلمات والعيش بها"، في البدء كان الصمت حتى جاءت الكلمة، لذا كانت " اقرأ ".
النظر للغة نطق ، كما " الحب نطق الإرتجاف في العين"، هي"رعشة الصمت على صوت يديها"، الاستدلال على " تعال وعانقني " الذي تعنيه الشفاه حين تتمدد وتنكسر، تضطرب وتموء.
الكتب ميتة دون أصوات صمتها، دون التحول الى شبق التبني وهوس الارتماء في عري الصورة.
اللغة هي أم الكلمات التي تطهو فطور التناسق في صباح الفكرة، عباءات تطفو في فضاء ترابي، صفنة مسن في مقتبل حيرة، ارتماء دمعة على صدر غائب، شاهدة ساكنة في نسيان، عبث خطوط تشاغب التضاد والانكسار على ورقة طفل.
اللغة " اذهب ولا، حين تعلن الأصابع أن لاتفعل"، ربما جالسة على اهتزاز مضطرب، اللغة " أن تصل الكهولة ومازلت يانعاً كالصراخ"، وحده " صمتك من يزين مراياي " لذا كلما ذهبت إلى الخربشة أتعثر بـ " أكتبك".