العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده

أخبار

رئيس المخابرات الإسرائيلية السابق: من المستحيل استبدال العالم الإيراني محسن فخري زاده بشخص آخر

29 تشرين الثاني 2020 20:30

اعتبر الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين أن محسن فخري زاده، العالم النووي الإيراني البارز الذي تم اغتياله يوم الجمعة خارج طهران، كان يعتبر عنصراً مهما ومحورياً للغاية في برنامج الأسلحة النووية السري الخاص بالجمهورية الإسلامية لدرجة أن محسن فخري زاده سيكون من الصعب لدرجة الاستحالة استبداله بشخص له نفس مكانة محسن فخري زاده.


وقال اللواء المتقاعد عاموس يادلين: "لا شك في أن محسن فخري زاده كان المصدر الأساسي للسلطة والمعرفة والتنظيم في هذا البرنامج".

الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين

وزعم يادلين في إفادة للصحفيين مساء اليوم الأحد، أن البرنامج النووي الإيراني له مساران أساسيان، "أحدهما علني يقوم بإنتاج مواد انشطارية تدعي طهران أنه للاستخدام المدني على الرغم من أنه يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية، والآخر سري مخصص للتسليح العسكري وصناعة الصواريخ النووية".

وأضاف: "ليس هناك ضرر فيما يتعلق بجزء التخصيب والمواد الانشطارية من البرنامج بوفاة فخري زاده. لكن الضرر الذي لحق ببرنامج التسليح السري هائل لا يمكن قياسه لأنه لا أحد يعلم النطاق والعمق وما الذي وصل إليه الإيرانيون سرا بالضبط".

عاموس يادلين

تجدر الإشارة إلى أن العالم الإيراني محسن فخري زاده قد تم اغتياله في عملية معقدة حملت إيران إسرائيل مسؤوليتها، على الرغم من عدم إعلان أحد مسؤوليته عن اغتيال محسن فخري زاده حتى الآن.

وقال مسؤولون أمريكيون مجهولون لصحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل كانت وراء الهجوم، لكن المسؤولين في القدس ظلوا صامتين.

وقال وزراء كبار في الحكومة الإسرائيلية أنهم لا يعرفون من قتل العالم النووي الإيراني البارز.

وردا على سؤال حول القيمة العملية لاغتيال علماء نوويين إيرانيين، وهي ممارسة دائماً ما تم اتهام إسرائيل بها خاصة بين عامي 2010 و 2012، قال يادلين: "هناك مدارس فكرية مختلفة داخل مؤسسة الدفاع الإسرائيلية فيما يتعلق بتقييم أهمية وجدوى هذه العمليات".

اغتيال محسن فخري زاده

وأضاف: "من ناحية، هناك من يقول أنه عندما تتعامل مع نظام ما وتقطع رأسه، فإنه دائما ما يكون حلاً مفيداً للغاية. بينما هناك من يقول أن هناك بديل لأي زعيم، وأن المقابر مليئة بأناس لا يمكن تعويضهم أيضا".

وفي الواقع، كما أوضح يادلين، يمكن للمرء أن يجادل بأن قتل العلماء الإيرانيين يمكن أن يسبب ضرراً أكثر مما ينفع، وذلك لأنه يخلق الغضب والرغبة في الانتقام، ويدفع الإيرانيين إلى العمل بجدية أكبر ليثبتوا للعالم أن سياسة الاغتيالات قد فشلت في تحقيق هدفها المقصود الهدف المتمثل في وقف البرنامج النووي الإيراني.

لكن يادلين، الذي كان في عام 1981 أحد الطيارين الذين قصفوا المفاعل النووي "أوزيراك" الخاص بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، وهو يعمل اليوم مديراً تنفيذياً لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قال أيضا أن هناك بعض الأشخاص المهمين للغاية لدرجة أن القضاء عليهم أمر مهم ويستحق الجهد المبذول، بغض النظر عن أي تداعيات سلبية لاحقة.

وداع الشهيد محسن فخري زاده

كما وتجدر الإشارة إلى أن محسن فخري زاده، الذي كان أيضا لواءً في الحرس الثوري الإيراني، قد أدرج جنبا إلى جنب مع الرجل الثاني في حزب الله، عماد مغنية، الذي تم اغتياله عام 2008، ورئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي تم اغتياله في يناير من عام 2020، كقادة بارزين في محور إيران الذي يسمى "محور المقاومة "، والذين كانوا لا يقدرون بثمن بالنسبة لمنظماتهم ولإيران.

وأضاف يادلين: " إنهم أشخاص يمكنك استبدالهم شفهيا فقط، ولكن لا يوجد بديل حقيقي لقدراتهم ومعرفتهم وقيادتهم والطرق التي عرفوا بها كيفية قيادة جهد استراتيجي وتحقيق أهداف خطيرة وحساسة".

وأكمل: "على مدى العقود الثلاثة الماضية، شرعت إيران في جهدين استراتيجيين، وهما تحقيق الهيمنة في الشرق الأوسط من خلال إقامة وجود عسكري لها في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، والاقتراب من قدرة الأسلحة النووية قدر الإمكان، وهي العتبة التي من شأنها أن تثير معارضة دولية. وهذان الجهدان قد قادهما كل من قاسم سليماني ومحسن فخري زاده بشكل رئيسي، ولا شك في أن الإيرانيين يعانون الآن من اختفائهم من الساحة".

النهضة نيوز _ترجمة خاصة