محلل بحريني يقول أن اسرائيل لن تقف بمفردها الآن في مواجهة التهديد الإيراني

أخبار

هل تقف "اسرائيل" بمفردها الآن في مواجهة التهديد الإيراني؟

1 كانون الأول 2020 14:54

كشفت تقارير إعلامية أن وزير الصناعة والتجارة البحريني زايد الزياني، سيصل إلى "إسرائيل" في وقت لاحق مساء اليوم الثلاثاء، برفقة وفد كبير من رجال الأعمال والمسؤولين البحرينيين لمناقشة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين .

وبينت التقارير أنه من المتوقع أن يلتقي الزياني، الذي سيبقى وفده في "إسرائيل" حتى يوم الخميس برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية "الإسرائيلي" غابي أشكنازي لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية.

في ضوء التطورات الحاصلة على الساحة السياسية  وبحسب ما يعتقده تمام بوسافي، و هو محلل سياسي يعيش في المنامة، فإن قضايا الأمن ستتصدر جدول أعمالهم بالتأكيد .

• الخوف من ايران ؟

" إسرائيل" لديها كل الأسباب التي تدفعها للقلق . فبعد اغتيال محسن فخري زاده، العالم النووي الإيراني البارز، وجهت طهران أصابع الاتهام إلى تل أبيب، متعهدة بالانتقام لمقتل الرجل الذي قيل أنه لعب دورا هاما للغاية في تطوير طموحات إيران النووية .

ولم تعترف تل أبيب بالوقوف وراء الاغتيال المستهدف للعالم النووي، لكن المسؤولين "الإسرائيليين" أخذوا التهديدات على محمل الجد، وعززوا الأمن في البعثات "الإسرائيلية" حول العالم . فالآن مع اقتراب التهديد الإيراني المزعوم ستحتاج "إسرائيل" إلى عدد من الحلفاء الإقليميين ويعتقد بوسافي أن الدولة اليهودية لن تكون وحدها في تلك المعركة .

وقال بوسافي : "إن الزمن قد تغير، فإسرائيل لم تعد عدوا والأكثر من ذلك، لدينا الآن مصالح مشتركة معها ولدينا تهديدات مشتركة، ولن تقف" إسرائيل" بمفردها بعد الآن ".

• مصالح مشتركة :

تماما كما هو الحال مع "إسرائيل"، فإن البحرين قلقة أيضا بشأن النشاط التوسعي الإيراني في المنطقة وتنظر إلى الدولة اليهودية كحليف يمكن أن يلعب دورا محوريا في إحباط هذا التهديد .

وقال بوسافي : " إن برنامج إيران النووي ليس مصدر قلقنا الوحيد" في إشارة إلى مزاعم بأن طهران تعمل على تطوير أسلحة دمار شامل يمكن استخدامها ضد منافسيها الإقليميين كما وأضاف الخبير : "ما يقلقنا هو تدخل إيران في شؤوننا الداخلية، ومحاولاتهم تحويل البحرين إلى عراق آخر ".

يشار إلى أن البحرين في ظل وجود عدد كبير من المسلمين الشيعة الذين تحكمهم عائلة ملكية سنية، قد بدأت تشهد ما تعتبره تدخلا من طهران في شؤونها في عدد من المناسبات .

فمع اندلاع الربيع العربي في عام 2011 ، شهدت الدولة الخليجية الصغيرة عددا من الاحتجاجات الكبيرة ضد الحكومة، وبسبب الاشتباه في أن طهران كانت وراء الانتفاضة، تعاملت المنامة بسرعة مع الأحداث وقمعت المتظاهرين واعتقلت جميع المشاركين. لكن ما أزعج السلطات في المنامة أكثر هو الميليشيات التي يزعم أنها مدعومة من إيران والتي يقال أنها تواصل إلقاء ظلالها على استقرار البحرين .

ففي محاولة للتعامل مع هذا التهديد لجأت البحرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية طالبة للمساعدة، لكن في عهد الرئيس باراك أوباما، كان الشيء الوحيد الذي تلقوه هو الدعم الشكلي .

وأضاف بوسافي : "إن تلك الإدارة الأمريكية كانت أكثر قلقا بشأن الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، وبدلا من معالجة مخاوفنا وحقيقة أننا نواجه تهديد الميليشيات الإيرانية المسلحة كانوا يتجاهلون دعواتنا للمساعدة ".

ومن المتوقع أن يتولى جو بايدن البيت الأبيض ويملأه بمستشارين سابقين في إدارة أوباما، يقول بوسافي أن المنامة لديها شعور أن الأمر لن يختلف عما كان عليه سابقا، و هذا شيء عزز نية السلطات البحرينية للتعاون مع" إسرائيل" .

وأضاف : "من المحتمل أن يكون بايدن دبلوماسيا مع الإيرانيين، وهذا يعني أنه لن يهتم كثيرا بأمن المنطقة. ولهذا السبب نحتاج إلى حليف قوي يمكننا الاعتماد عليه و يمكن أن يكون هذا الحليف هو إسرائيل ".

يذكر أن تعزيز العلاقات بين "إسرائيل" والبحرين قد تقدم بشكل سريع إلى حد ما مما أثار دهشة البلدين نفسيهما فمنذ منتصف شهر سبتمبر، وقعت الدولتان عددا من الاتفاقيات في مجالات الطيران والسياحة و التجارة وقد أعرب بوسافي عن ثقته في أن المزيد من الاتفاقيات ما زالت قادمة .

حيث قال : " لقد أدركت "إسرائيل" أنها لا تستطيع التعايش مع وجود صراع حولها إلى الأبد ، لذلك فقد اختارت السلام بدلا من الحرب . كما أن البحرين مهتمة أيضا بالتعايش السلمي ، و أعتقد أن العلاقات بين البلدين ستزداد قوة بمرور الوقت ".

النهضة نيوز _ترجمة خاصة