يقدم الجزر من الناحية الغذائية مجموعة ممتازة من مضادات الأكسدة لنا، وهي مواد مضادة للالتهابات تقوم بتعزيز صحتنا وتحمينا من الإصابة بالعديد من الأمراض الضارة والمزمنة.
والجدير بالذكر أنه لا يجب أن يكون الجزر برتقالياً دائماً، حيث أنه يمكن أن يأتي باللون الأبيض والأرجواني والأصفر والأحمر، فكل هذه الألوان ناجمة عن الصبغات اللونية التي يحتوي عليها الجزر، والتي تضفي بدورها فائدة صحية فريدة لنا.
فوائد الجزر
كما وتجدر الإشارة إلى أن الجزر يحتوي على كميات منخفضة للغاية من السعرات الحرارية والكربوهيدرات.
ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، توفر جزرة واحدة متوسطة الحجم ما يقارب 25 سعرة حرارية و 5 جرامات من الكربوهيدرات، وجرامين منها يأتي على شكل ألياف غذائية صحية.
وفي الواقع، يصنف الخبراء الجزر بشكل رسمي على أنه خضروات غير نظامية، حيث يصنف بجانب البروكلي والملفوف وغيرها من الأطعمة منخفضة السعرات وذات قيمة غذائية عالية.
فمن بين المواد المغذية الهامة التي يحتوي عليها الجزر، هو مركب البيتا كاروتين، وهو مركب نشط بيولوجياً يعطي الجزر لونه البرتقالي، وأظهرت بعض الدراسات التي أجريت على البشر والفئران أن تحويل مركب البيتا كاروتين إلى فيتامين A يقلل من مستويات الكوليسترول الضار في الدم.
وبدوره قال مؤلف الدراسة، البروفيسور جايمي أمينجوال، من جامعة ألينوي في ولاية فلوريدا: "يمكن أن يساعد مركب البيتا كاروتين في الحماية من الإصابة بتصلب الشرايين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تراكم الدهون والكوليسترول الضار في شراييننا وانسدادها مع مرور الوقت. كما وتجدر الإشارة إلى أن مرض تصلب الشرايين القلبي الوعائي هو السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم ".
فوائد الجزر لصحة القلب
وتجدر الإشارة إلى أن فريق البحث بجامعة ألينوي أجروا دراستين لفهم تأثيرات مركب البيتا كاروتين على صحة القلب والأوعية الدموية، وأكدوا في نهايتها أهميته بالفعل، ولكنهم حددوا خطوة حاسمة في العملية، حيث قالوا أن مركب البيتا كاروتين يتحول إلى فيتامين A بمساعدة إنزيم يسمى "بيتا كاروتين أوكسيجيناز 1" (BCO1).
وقال البروفيسور أمينجوال: "إن الاختلاف الجيني يحدد ما إذا كان لديك نسخة أكثر أو أقل نشاطا من إنزيم BCO1. فقد يحتاج الأشخاص الذين لديهم إنزيم أقل نشاطا إلى إضافة مصادر أخرى لفيتامين A في نظامهم الغذائي".
وحللت الدراسة الأولى التي نشرت في مجلة التغذية، عينات الدم والحمض النووي المأخوذة من 767 من البالغين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عام. وكما هو متوقع، وجد الباحثون علاقة بين نشاط إنزيم BCO1 ومستوى الكوليسترول الضار في الدم.
وأشار أمينجوال إلى أن الأشخاص الذين كان لديهم متغير جيني مرتبط بجعل إنزيم BCO1 أكثر نشاطاً، كان لديهم نسبة منخفضة من الكوليسترول في دمائهم.
ولمتابعة هذه النتائج، أجرى الفريق دراسة ثانية نشرت في مجلة Lipid Research باستخدام الفئران المخبرية، حيث قال المؤلفون: "إن النتائج الرئيسية لدراسة الفئران تعيد إنتاج ما وجدناه في البشر. فقد وجدنا أنه عندما نعطي الفئران مركب البيتا كاروتين، تنخفض نسب الكوليسترول الضار في دمائها".
النهضة نيوز