حسين شرتوني يمسك احدى جاجاته قرب الحدود مع فلسطين

تقارير وحوارات

"جاجة حسين" التي عبرت الحدود : إلى فلسطين.. كل فلسطين

يوسف فارس

16 كانون الأول 2020 10:47

فجأة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالبحث عن "دجاجة"، أشغلت ذهن الجميع، وصنعت جملة من المفارقات والتباينات، فتى قروي لبناني، يمتلك "قن دجاج" قريب جداً من الحدود الفاصلة مع فلسطين المحتلة، أفلتت واحدة من دجاجاته، وهربت باتجاه السياج الفاصل، الطفل الذي لا يتجاوز عمره السنوات العشر بكثير، لاحق دجاجته، باعتبارها حقه الذي لا يجوز التفريط به، وحينما اقترب من السياج، استنفر جنود الاحتلال، شرعوا أسلحتهم، وبدأوا بإطلاق النار لترهيبه وثنيه من عبور الحدود، خفت يا حسين، يسأل مصور المقطع الذي طاف مواقع التواصل، فيجيب: لا ما خفت، أنا بدي جاجتي، يا الله منهم أخذوها اليهود.


هذا ما أظهره المشهد البسيط المعقد جداً، السهل الممتنع جداً، طفل يتحدث لسانه بالفطرة، بعيداً عن فلسفات الساسة وتنميق الشعراء، حق مسلوب، يجب أن يعود، صاحب الحق لا يهاب على طريق تحصيله، لا يستسلم، يضحي، وإن كان "جاجة".

عاصفة التفاعل التي أحدثها المقطع المصور، نبعت من كون المقطع، لامس الشعور الجمعي الذي يسكن قلوب الشعوب تجاه فلسطين، هذا الشعور الذي حاولت الدول والأنظمة المطبعة، ومن انحاز لها، طمسه وتغييبه، لصالح التنظير للتعايش مع وجود "إسرائيل" وإقامة صداقات معها.

وقدم المشهد البسيط، الخالي جداً من التصنع والتكلف، رمزية التقطها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتمثل في الرهبة التي يمكن أن يحدثها صاحب الحق في قلب "جلاده".

في "توتير" بدا الحدث كبيراً، خصوصاً وأنه جاء بعد تداول أخبار عن اطلاق جنود الاحتلال للرصاص اتجاه الأراضي اللبنانية، وبعد تساؤل متابعي أشهر صحافيي توتير في جنوب لبنان عن سبب اطلاق النار، ليأتي مشهد #بدي_جاجتي موضحاً للحدث المثير للفخر والسخرية والشعور في ذات الآن.

جاجة حسين شرتوني عبرت الحدود، ولكن ليس إلى قبضة جنود الاحتلال، إنما إلى فلسطين، كل فلسطين، التي حاول قطار التطبيع تغيبها خلف صور "العقال العربي" الذي يجول باحات الأقصى المحتل، ووراء شموع طقوس "الحانوكا" التي تتوسط الإمارات العربية المتحدة.

النهضة نيوز - خاص