دراسة تكشف صحة العلاقة بين الجينات وبدانة الأطفال

علوم

دراسة تكشف أن الجينات ليست سببا حتميا لإصابة الأطفال بالسمنة

23 كانون الأول 2020 12:55

كشف باحثون ألمان عن بعض الأخبار المفعمة بالأمل أثناء التحقيق في تأثير الجينات وعلاقتها ببدانة الأطفال.


وعلى الرغم من أن بعض "جينات السمنة" تلعب دوراً ثانوياً في نجاح تدخلات إنقاص الوزن، إلا أن العوامل البيئية والاجتماعية والسلوكية تحدث الفرق الأكبر، وذلك وفقاً لدراسة جديدة قامت بها جامعة ميونيخ التقنية، حيث اقترح الباحثون القائمين على الدراسة أن هذه الأشياء أكثر أهمية بكثير للنظر فيها في إيجاد استراتيجيات لعلاج السمنة لدى الأطفال.

السمنة لدى الأطفال

وقالت مؤلفة الدراسة ميلاني هيتكامب، الباحثة في قسم الوقاية والتأهيل والطب الرياضي بالجامعة: "إن التمييز بين الأفراد الذين هم أكثر عرضة أو غير مرجحين للاستجابة لعلاج السمنة على أساس استعدادهم الوراثي قد لا يؤدي بالضرورة إلى نجاح العلاج بشكل أفضل".

مضيفاً أن "حتى الأفراد الذين يحملون أنواعاً مختلفة من الجينات المرتبطة بالسمنة، يمكنهم أن يقللوا وزنهم من خلال اتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك نظام غذائي متوازن السعرات الحرارية وممارسة النشاط البدني بانتظام".

وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة قد شملت أكثر من 1400 شاب تتراوح أعمارهم بين 6 و19 عام، وكانوا جميعهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتم تسجيلهم في برنامج تتراوح مدته ما بين أربعة إلى ستة أسابيع، والذي يتضمن النشاط البدني اليومي ونظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية والعلاج السلوكي، كما ودرس الباحثون أيضا جينات ما يقرب من 1200 مشارك منهم.

علاج السمنة لدى الأطفال

وقالت هيتكامب: "إن بعض الناس يعانون من شكل نادر من السمنة الناجمة عن عيوب في جين واحد، لكن في معظم الناس لا يمكن تحديد سبب جيني واحد. حيث أن التفاعل المعقد بين الجينات ونمط الحياة غير الصحي يساهم في الإصابة السمنة، وحددت الدراسات السابقة أكثر من 900 نوع من أنواع الجينات المرتبطة بالسمنة".

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت هيتكامب إنه في مرحلة التحليل الإحصائي الذي قام به فريقها البحثي، كانت دراسات الجينوم قد حددت 97 مكانا في الكروموسومات البشرية المتعلقة بالسمنة، وبعد مزيد من الدراسة تم تضييق النطاق إلى 56 فقط.

وأضافت: "إن أهم اكتشاف توصلنا إليه هو أن المتغيرات الجينية المعروفة المرتبطة بالسمنة تلعب على ما يبدو دوراً ثانوياً في إنقاص الوزن على المدى القصير لدى الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة".

والجدير بالذكر أن الباحثين قد تفاجئوا عندما اكتشفوا أن ثلاثة من المتغيرات الجينية الخمسة المهمة كانت مرتبطة بفقدان أكبر للوزن أثناء الدراسة.

وهذا يعني أن حاملي الجينات الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة قد فقدوا وزناً أكبر مما كان متوقعاً من خلال القيام ببعض التغييرات الصحية في نمط الحياة.

ووفقاً للدراسة، هناك حاجة إلى إجراء المزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت الجينات الأخرى غير المرتبطة بالسمنة قد تؤثر أيضا على فقدان الوزن، وأشار مؤلفي الدراسة إلى أن ما يقرب من 25٪ من الفتيان والفتيات في البلدان ذات الدخل المرتفع يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

النهضة نيوز