قادت جامعة ريدينغ فريقاً دولياً من العلماء لدراسة تأثير حجم الدماغ في اختلاف الكثافة السكانية للثدييات البرية مثل الفئران والقرود والكنغر والثعالب.
وباستخدام النماذج الإحصائية، وجدوا أن الثدييات ذات الأدمغة الأكبر تميل إلى التواجد بكثافات أقل، كما وجدت الدراسة أنه عندما كان للأنواع المختلفة نظام غذائي وكتلة متشابهين، كان حجم الدماغ هو العامل الحاسم.
وأضاف الباحثون أنه على الرغم من ارتباط حجم الدماغ بمعدل الذكاء، تبين أن الأدمغة الأكبر قد تكون ما يمنع الثدييات من أن تصبح أكثر الكائنات الحية وفرة في منطقة ما، وقد يكون هذا لأن الأدمغة الأكبر تتطلب المزيد من الطعام والموارد الأخرى ، وبالتالي مساحة أكبر للحفاظ عليها، وباعتبار أنه لا يمكن دائماً زيادة المساحة، يكون الحل البديهي هو إنقاص عدد الأفراد.
وتؤكد الدراسة أن حجم الدماغ ليس الشيء الوحيد الذي يؤثر على وفرة الثدييات، فالبيئات المختلفة لها مستويات مختلفة من الاستقرار والأنواع المتنافسة، ولذلك سيكون لها تأثير أيضاً على عدد الحيوانات، هذا يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة كيف يختلف تأثير حجم الدماغ في هذه البيئات المختلفة.
يبدو أن البشر يشكلون استثناءً لهذه النظرية لأنهم استخدموا ذكائهم المتقدم للتغلب على قيود الموارد، من خلال الزراعة وإنتاج الغذاء، مما يجعلهم قادرين على العيش في كل مكان تقريباً وقد تكون بعض الأنواع الأخرى الذكية قادرة أيضاً على التغلب جزئياً على هذه القيود.
كما كشفت الدراسة أيضاً أن الثدييات الأكبر حجماً ذات العقول الأكبر والأنظمة الغذائية الأكثر تخصصاً تكون عادةً أقل وفرة، وقد كان هذا السلوك واضحاً بشكل خاص بالنسبة للقرود والثدييات آكلة اللحوم ، ولكنه كان أقل وضوحاً بالنسبة للقوارض والجرابيات.