ضمن مايجري من أحداث عما يتعرض له المسلمون من تعنيف مبني على أساس طائفي، يتحدث الشاب التونسي أيمن برهومي، الاعتداء الوحشي الذي تعرض له من قبل الشرطة الفرنسية أدت إلى فقدانه جزءا من ذكوريته، وربما القضاء على فرصه في الإنجاب مستقبلا.
وفي تفاصيل الحادثة التي نقلتها صحيفة "ميديابارت” الفرنسية يستذكر برهومي مركز الاعتقال الإداري في مدينة نيس جنوبي فرنسا، الذي تحول إلى مسرح لأعمال عنف وحشية وغير مسبوقة.
ويكشف الشاب التونسي بوصف مفصل عن المعتقل في داخل إحدى قاعات المركز، حيث يتم إيواء الأجانب غير النظاميين لترحيلهم، انهال عناصر من الشرطة على برهومي (35 عاما) بالضرب الوحشي، ليتم نقله بشكل عاجل إلى مستشفى باستور في نيس، حيث أجريت له عملية جراحية استدعت استئصال إحدى خصيتيه.
وعن تفصايل الاعتقال يستحضر البرهومي بذاكرته لليل 12 ديسمبر قائلاً: في محيط أحد ميادين نيس الشهيرة، كنت موجودا دون جواز سفر أو بطاقة إقامة تقنن تواجدي بشكل غير قانوني على الأراضي الفرنسية، وعندما وصلت إلى مركز الاعتقال، بدأ شرطيان في التقاط صور لي وتسجيل بياناتي، وحينها قالا لي: ها قد عدت إلينا.
وأكدت الصحيفة أنه ورغم معرفة الشرطة بملف برهومي حيث سبق لهم توقيفه، إلا أنها اقتادته في شاحنة إلى مركز الشرطة، ومن هناك تم نقله في اليوم التالي إلى مركز الاعتقال الإداري في نيس.
وأضاف الشاب في حديثه عن أحداث الإعتقال: “عندما طلبا الحصول مجددا على بصماتي رفضت، فهي لديهم بالفعل، وأمسكني أحدهما من حنجرتي بيد واحدة، بينما مد زميله يده ليعلقني على الحائط، وصرخ بعبارة مهينة لأمي. وحينها رددت عليه بالمسبة ذاتها”.
وتابع قائلاً: “سال لعابي بسبب ضيق في حنجرتي، وحينها ظنا أنني كنت أبصق عليهما؛ فقيدا يديّ خلف ظهري بعد أن أسقطوني أرضا، وأحدهما حطم رأسي بقدمه على الأرض، وآخر وضع ركبته على ذراعي، مشيراً إلى تعرضه للركل في مناطق حساسة في جسده، بينها الأعضاء التناسلية.
وبعد توجيه ضرب مبرح له، تم نقل برهومي مقيدا إلى مبنى آخر في مركز الاعتقال الإداري ذاته في إطار إجراءات توقيفه بتهم بينها ممارسة العنف ضد أشخاص يشغلون سلطة عامة، والتهديد بالقتل والاحتقار والسب”.
وذكرت الصحيفة أن تقرير الشرطة الفرنسية جاء ضمن محضر جلسة الاستماع لبرهومي، التي أجرتها المفتشية العامة للشرطة في 18 ديسمبر، زعمت أن برهومي “رفض ارتداء قناع الرأي، وقام بإهانة الشرطة، وهددهم بأن يقوم أخوه بذبحهم، إضافة إلى البصق على رجال الشرطة صارخا بعبارة فيروس كورونا”.
وجاء في التقرير أن رجال الشرطة اضطروا إلى التعامل بعنف مع برهومي ردا على محاولته ضرب أحدهم بالرأس.
من جهته نفى برهومي رواية الشرطة، غير أن الشيء المؤكد أن الطبيب الذي فحصه، طالب بنقله إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى على خلفية معاناته آلاما في الأعضاء التناسلية تستلزم خضوعه لجراحة استئصال الخصية؛ ما قد يقضي على قدرته على الإنجاب ويقوض رجولته جزئيا.
وقدم الشاب التونسي شكوى رسمية ضد الشرطة بمساعدة الجمعية غير الحكومية “منتدى اللاجئين”، التي تساعد المحتجزين الذين ينتظرون الترحيل في مركز الاعتقال الإداري.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، كسب برهومي الجولة الأولى في قضيته ضد شرطة نيس، بصدور قرار بإخلاء سبيله؛ إذ أنه طليق الآن.
إلا أن الشاب التونسي لا يزال مهددا بقرار ترحيل صدر بحقه من إحدى المحاكم مع حظر العودة إلى فرنسا خلال العامين المقبلين، رغم تقديم محاميه طلب استئناف على القرار.