العلوم

اكتشاف مطعم للوجبات السريعة في آثار مدينة بومبي الرومانية

28 كانون الأول 2020 01:07

تم الكشف عن مطعم للوجبات السريعة أثناء عمليات التنقيب في بومبي، حيث تم الكشف عن الأطباق التي كانت شائعة لدى مواطني المدينة الرومانية القديمة الذين كانوا أحياناً يتناولون الطعام في الخارج على ما يبدو. 

وقال ماسيمو أوسانا ، رئيس منتزه بومبي الأثري، أنه على الرغم من العثور على حوالي 80 نوعاً من هذه الأطعمة السريعة في بومبي سابقاً، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف مثل هذا المطعم الذي يقدم أيضاً المشروبات الساخنة. 

تم اكتشاف قسم من منضدة لتقديم الوجبات السريعة في عام 2019 أثناء العمل لتدعيم آثار بومبي المتهالكة، ومنذ ذلك الحين، واصل علماء الآثار الحفر، وكشفوا النقاب عن منضدة متعددة الجوانب، تحتوي ثقوباً واسعة في قمتها، كما يحتوي سطح العمل هذا على أوعية عميقة للأطعمة الساخنة، وأوعية أخرى للحساء تشبه أوعية السلطة الحديثة.

لا يزال المتخصصون في النباتات والحيوانات يحللون البقايا من الموقع، حيث وجدوا لوحة جدارية على المنضدة عليها شخصية حورية البحر فوق حصان ولوحة أخرى تظهر بطتين بريتين، بشكل مقلوب، وديك، كما تم طلاء الريش باللون الزاهي النموذجي المعروف باسم أحمر بومبياني، وقد تكون هذه اللوحات استخدمت كقائمة للإعلان عن أنواع الطعام المقدمة في المطعم.

كما اكتشف المنقبون لوحة جدارية أخرى تصور كلباً مربوطاً بطوق يشبه تماماً الطوق المستخدم اليوم للحيوانات الأليفة، وقد نقشت كتابات مبتذلة على إطار اللوحة.

وأكدت فاليريا أموريتي، عالمة الأنثروبولوجيا "علم الأجناس البشرية" في بومبي ، أن التحليلات الأولية تؤكد أن الصور المرسومة تمثل وبشكل جزئي الأطعمة والمشروبات التي تباع في الداخل، وأشارت إلى أنه تم العثور على شظية من عظم البط في إحدى الحاويات إلى جانب بقايا ماعز وخنازير وأسماك وقواقع، كما تم العثور على آثار من الفول المطحون في قاع وعاء النبيذ، والذي كان يضاف في العصور القديمة إلى النبيذ لإضفاء النكهة عليه وتفتيح لونه.

يبدو أننا أصبحنا نعرف اليوم ما كانوا يأكلونه في ذلك اليوم، الذي تدمرت فيه مدينة مومبي عام 79 بعد الميلاد، حيث أشارت بقايا الطعام إلى ما كان شائعاً لدى عامة الناس، مع ملاحظة أن أماكن تناول الطعام في الشارع كانت يتردد عليها النخبة الرومانية.

أحد أهم الاكتشافات المفاجئة هو الهيكل العظمي الكامل لكلب، والذي أثار اهتمام المنقبين، لأنه لم يكن كلباً كبيراً ذو عضلات ضخمة مثل الكلب المرسوم على المنضدة ولكنه كان بالكاد كلباً بالغاً حيث بلغ ارتفاعه عند مستوى الكتفين 20 إلى 25 سم، ومن النادر، كما أكدت أموريتي، العثور على بقايا من العصور القديمة لمثل هذه الكلاب الصغيرة، وهذه الاكتشافات تشهد على التربية الانتقائية في العصر الروماني للحصول على أفضل نتيجة. 

كما تم أيضاً اكتشاف مغرفة من البرونز، و 9 حاويات طعام كانت شائعة في العصر الروماني ، وزوجين من القوارير ووعاء زيت سيراميكي.

بالإضافة إلى ما سبق، تم اكتشاف بقايا بشرية في أعمال التنقيب عن المطعم، وقالت سلطات بومبي إن تلك العظام تعرضت على ما يبدو للتخريب في القرن السابع عشر خلال عمليات التنقيب السرية التي قام بها لصوص يبحثون عن أشياء ثمينة، وقالت السلطات إن بعض العظام تعود لرجل بدا أنه عندما ثار بركان فيزوف كان مستلقياً على سريره وذلك بسبب العثور على مسامير وقطع من الخشب تحت جسده. 

يذكر أن مدينة بومبي تدمرت بشكل كامل بسبب الثوران البركاني لجبل فيزوف، بالقرب من مدينة نابولي الحالية ولا يزال جزء كبير من المدينة القديمة غير مكتشف حتى الآن، ويعتبر هذا الموقع أحد أشهر مناطق الجذب السياحي في إيطاليا.