سمير سكاف للنهضة نيوز: سنة 2020 هي الأعلى حرارة في التاريخ.. فهل بلغنا نقطة اللارجوع بارتفاع الحرارة

تقارير وحوارات

سمير سكاف للنهضة نيوز: سنة 2020 هي الأعلى حرارة في التاريخ.. فهل بلغنا نقطة اللارجوع بارتفاع الحرارة

خديجة البزال

9 كانون الثاني 2021 17:49

يعيش العالم في الأونة الأخيرة تبدلات مناخية كبيرة، ليشهد ما يسمى طقوس السنوات الحرارية وهو ما يعرف بظاهرة الارتفاع الحراري أو الاحتباس الحراري كما يسميه علماء الجيولوجيا والبيئة.

وبهذا الخصوص أكد رئيس جمعية غرين غلوب العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة سمير سكاف في حديث خاص للنهضة نيوز ضمن حواره مع الإعلامية خديجة البزال، أن العالم اليوم يدفع فاتورة تلاعبه بالمناخ وفاتورة تأثير سلوكياته في الاستهلاك "الجنوني" للطاقات الأحفورية المختلفة من نفط وفيول أويل وفحم حجري في السنوات والعقود الأخيرة...

وأشار سمير سكاف في حديثه إلى أنه إذا كانت سنة انتشار الوباء التاجي كوفيد _19، قد ساهمت في تخفيض هذه السلوكيات بسبب تراجع حركة الملاحة الجوية والبرية وتراجع استعمال وسائل النقل البرية، إلا أن ارتفاع الحرارة في 2020 جعلها تعادل الرقم القياسي للعام 2016، مع العلم أن السنوات العشر الأكثر سخونة في التاريخ تتواجد جميعها منذ العام 2005 وحتى اليوم!.

ولفت سمير سكاف إلى أن المتعارف عليه هو ارتفاع الحرارة جداً في بعض السنوات مع إنطلاق تحرك "النينيو"، وهو الظاهرة المناخية التي تترافق مع حركة المياه الساخنة في المحيط الهادىء وتتجه بشكل رئيسي باتجاه شواطىء أميركا الجنوبية وتتسبب في العادة بحركة أعاصير وفيضانات في العالم.

وفي الحديث عن ظاهرة "النينيو" التي تحدث مؤخراً كل 3 أو 4 سنوات، كما حدثت في العام 2016. بأن المفارقة أن الرقم القياسي للحرارة في 2020 حدث من دون "النينيو"! وإذا كانت مؤشرات الصقيع في العالم تأتي في العادة من سيبيريا ومن النقاط القطبية قرب جزيرة غرينلاند، إلا أن المفارقة الأخرى أن مؤشر إرتفاع الحرارة جاء في الواقع من هاتين النقطتين تحديداً!

كما أوضح سمير سكاف أن تراكم استعمال الطاقات الأحفورية عبر السنوات والعقود السابقة قد يجعلنا في نقطة اللارجوع المناخية! ومع ذلك، فإننا نحتاج الى تحسين سلوكياتنا من مخاطر بلوغ ارتفاع في المناخ لدرجتين، أو أكثر، الأمر الذي قد يؤدي الى كوارث طبيعية مختلفة، من بينها ذوبان كبير للجليد القطبي وارتفاع منسوب مياه المحيطات وغرق بعض المدن الساحلية في العالم، بينها مدن عربية!

وأكد سمير سكاف أن ظاهرة السنوات الحارة ستتكرر كثيراً في المستقبل، مع ومن دون "النينيو".

وبين أن الحل باختصار هو الانتقال السريع الى الطاقات النظيفة والمتجددة من طاقات هوائية وشمسية... وخاصة مائية عند الامكان لأنها الأقل تلويثاً للبيئة! والأهم هو أن يترسخ مفهوم التنمية والتضامن الانساني على حساب النمو الاقتصادي الذي يعتمد على أرقام من دون الأخذ بالاعتبار حماية الانسان والبيئة!