يفيد السكان بأنهم غالباً ما يتعرضون للترهيب والتهديد وحتى محاولات القتل إذا تحدثوا عن التوغلات التي يقوم بها تجار المخدرات في أراضيهم.
لم تخضع هذه المناطق للمراقبة بالفعل بعدها، فقد حظيت باهتمام حكومي أقل خلال جائحة كورونا بسبب قيود الحركة الموضوعة لتقليل معدل الإصابة.
ويتضح توتر ماريو، أحد السكان المحليين، وهو يتحدث عن محاولة ثلاثة رجال طعنه في تشرين الثاني 2020، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا، ويقول ماريو إنه واجه مضايقات وتهديدات لأكثر من عام بسبب إدانته لإزالة الغابات في قريته، مجتمع سانتا مارثا الأصلي في وسط بيرو.
كما يزعم أن موقفاً آخر حدث في عام 2019 عندما اقترب عن غير قصد من مهبط طائرات يستخدم لنقل الكوكا أثناء سيره في حقل بالقرب من المدينة، ويتذكر ماريو كيف حاصرته مجموعة من الغرباء وأصدروا تحذيراً صارخاً: "سوف نقتل عائلتك بأكملها".
ويقول ماريو إنه يتلقى مكالمات مجهولة في كل مرة، والأصوات الموجودة على الطرف الآخر تحذره من أنه مراقَب ويجب ألا يبلغ عن حقول الكوكا غير القانونية التي أصبحت أكثر شيوعاً، ومع ذلك، يقول ماريو إن هذا لم يمنعه من تقديم تقارير إلى الاتحاد الأصلي للمجتمعات المحلية.
ويعتقد أن هذا هو السبب في أن ثلاثة رجال حاصروه في تشرين الثاني وحاولوا طعنه، حيث يقول إنهم قصدوا على الأرجح أن تبدو وفاته نتيجة شجار في الشارع وأنه كان من المحتمل أن يكون ميتاً الآن لو لم يكن أقرباؤه متواجدين لمطاردة مهاجميه.
وانتشرت مزارع الكوكا حول أطراف المجتمع الأصلي لسانتا مارثا، وساء الوضع خلال الجائحة.
يعيش ماريو في منزل خشبي محاط بحقول الذرة الصغيرة، ويقول إنه يرى أحياناً مجموعات من الغرباء ينتظرون بين محاصيله وهذا يرعبه، وقبل وقت قصير، عثر على علب التونة المفتوحة وأكياس البسكويت في حقوله، وهو دليل، كما يقول، على أن المهاجمين المحتملين كانوا ينتظرون في حقوله حتى يغادر منزله، وينفجر صوته من الخوف وهو يصف الوضع اليائس الذي أصبح حياته اليومية.
وقال ماريو: "أنا مطلوب وأنا خائف للغاية، أخواتي، إخوتي في القانون، وعائلتي بأكملها تقريباً مهددة، ربما دخلنا في القتال ضدهم ولكن هناك بالفعل الكثير منهم، وكل يوم يزيدون بمقدار خمسة أو ستة، وأنا لا أستطيع الخروج، فليس لدي ثقة، وأنا لا أعرف ما يجب القيام به".